البرغوثي: إسرائيل تحاول التملص من مسؤوليتها أمام «العدل الدولية»
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية وصف المرافعة الإسرائيلية بـ«السخيفة»
وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي المرافعة التي قدمتها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بـ«السخيفة»، مؤكداً أنها لم تقنع أحداً وأن إسرائيل حاولت التملص من مسؤوليتها من خلال الألاعيب.
وأوضح البرغوثي أن المحاكمة التي تجرى في لاهاي هي خطوة غير مسبوقة، حيث تقف إسرائيل لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية لتتم محاكمتها. وأضاف البرغوثي في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي» اليوم (السبت): «كانت حججهم سخيفة ولا يمكن أن يصدقها أحد».
وأضاف البرغوثي: «إسرائيل جاءت لتدافع عن نفسها بالأكاذيب، لكن وقوفها أمام المحكمة هو كسر لقاعدة استمرت طوال السنوات الماضية بحماية الولايات المتحدة، وهي أنها فوق القانون وفوق المحاسبة وتستطيع أن تفعل ما تريد».
ويرى البرغوثي أن المحاكمة التي بدأت الخميس، ورغم عدم صدور الحكم فإنها أدت إلى نتائج ومنها أنها شكلت رادعاً لإسرائيل، وأضاف: «الدليل على ذلك اضطرار ممثلي الحكومة الإسرائيلية إلى أن يقولوا لإنهم سيسمحون بعودة المهجرين إلى شمال غزة بعد أن كانت الحكومة قد أعلنت الأربعاء بحضور وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أنهم يرفضون ذلك».
وقتل حتى اليوم السبت 23843 فلسطينياً، فيما أصيب 60317 في الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسبما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة.
ويرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن الضغط الدولي أثمر وبدأ يؤثر بشكل فعال في إخضاع إسرائيل للقانون الدولي. وقال البرغوثي إن المحكمة سيكون لها تأثيران: التأثير الأول وهو إمكانية أن تصدر قراراً احترازياً بإجبار إسرائيل على وقف العملية العسكرية على غزة، أما التأثير الآخر فهو «في حال تمت إدانة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، وهذا سيكون له تأثير هائل على المدى البعيد ليس فقط على إسرائيل، بل حتى على الدول التي ساعدت إسرائيل وسلحت إسرائيل وواصلت دعم حربها وعدوانها الإجرامي على الشعب مثل الولايات المتحدة الأميركية».
ولم يستبعد البرغوثي محاولة الولايات المتحدة التأثير بطريقة أو بأخرى على قضاة محكمة العدل الدولية. وأضاف: «الولايات المتحدة متوقع أن تفعل أي شيء فهي شلت سابقاً محكمة الجنايات الدولية في القضايا المرفوعة أمامها بشأن الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية».
وبحسب البرغوثي، فإن الواقع مختلف بين محكمتي العدل الدولية والجنايات الدولية، وقال: «في محكمة العدل الدولية الأمر معقد أكثر وأصعب، خاصة أن المرافعات جرت علناً وأمام الناس، فعندما ذهبنا إليها عام 2004 وأنا كنت ضمن الوفد الفلسطيني استطعنا أن نحصل على واحد من أحسن القرارات بشأن جدار الفصل العنصري ونزع الشرعية عن الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية في القدس».
ويرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أنه بغض النظر عن النتائج فمجرد فتح قضية واتهام إسرائيل بجرائم إبادة جماعية وفضح كل ممارساتها على مرأى ومسمع من العالم بأسره هذا بحد ذاته إنجاز وبداية لإنجاز كبير.
ويعتقد البرغوثي أن الهجوم الإسرائيلي على غزة استنفد نفسه، وقال: «نحن على وشك أن نرى انهياراً كاملاً لهذه العملية العسكرية بعد أن فشلت في تحقيق أي من أهدافها».