«البتكوين» تحطم الأرقام القياسية وتصل إلى 82 ألف دولار

قفزت عملة «البتكوين» إلى مستوى قياسي جديد فوق 82 ألف دولار يوم الاثنين، وسط توقعات بأن العملات المشفرة سوف تزدهر في بيئة تنظيمية مواتية، بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانتخاب مرشحين مؤيدين للعملات المشفرة في الكونغرس.

وتضاعفت قيمة «البتكوين» (أكبر عملة مشفرة وأكثرها شعبية في العالم) من أدنى مستوى لها عند 38505 دولارات هذا العام، وتم تداولها مؤخراً عند 81991 دولاراً، بعد أن لامست في وقت سابق أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 82413 دولاراً، وفق «رويترز».

وكان ترمب من أشد المؤيدين للأصول الرقمية خلال حملته الانتخابية، ووعد بتحويل الولايات المتحدة إلى «عاصمة العملات المشفرة في العالم» وتعهد بتخزين كميات كبيرة من «البتكوين» للدولة.

وقال كبير محللي السوق في «سيتي إندكس»، مات سيمبسون: «لا تزال حملة ترمب بشأن (البتكوين) حية وبقوة… مع استعداد الجمهوريين للسيطرة على مجلس النواب، مما أدى إلى تأجيج (موجة حمراء) في الكونغرس. يبدو أن مجتمع العملات المشفرة يراهن على تخفيف القيود التنظيمية المتعلقة بها».

وفي حين يحذر سيمبسون من أن أولويات ترمب في الأمد القريب قد تكمن في مكان آخر، يرى مستثمرو العملات المشفرة أن العصر الجديد قد ينهي الإشراف القاسي الذي فرضته هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، تحت قيادة رئيسها غاري جينسلر، الذي أشار ترمب إلى نيته في إقالته.

وأنفقت صناعة العملات المشفرة أكثر من 119 مليون دولار لدعم المرشحين المؤيدين للعملات المشفرة في الكونغرس؛ حيث فاز كثير منهم في الانتخابات. وفي ولاية أوهايو تم إقصاء رئيس لجنة الخدمات المصرفية بمجلس الشيوخ، شيرود براون، وهو معارض بارز لصناعة التشفير، في حين فاز كل من المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين في ولايات، بما في ذلك: ميشيغان، ووست فرجينيا، وإنديانا، وألاباما، وكارولاينا الشمالية.

كما كشف ترمب عن مشروع تجاري جديد للعملات المشفرة في سبتمبر (أيلول) الماضي، يسمى «وورلد ليبرتي فايننشيال»، وفي حين أن التفاصيل حول المشروع نادرة، فقد رحب المستثمرون باهتمامه الشخصي بالقطاع، بوصفه علامة إيجابية.

ويعد الملياردير إيلون ماسك (الحليف الرئيسي لترمب) من أبرز المؤيدين للعملات المشفرة. ومن المقرر أن يكون إريك ترمب، نجل الرئيس المنتخب ونائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب»، المتحدث الرئيسي في مؤتمر «البتكوين» المقبل في أبوظبي.

وقالت المحللة البحثية في «دويتشه بنك»، ماريون لابور: «يمكن للإدارة القادمة لترمب تسريع الوضوح التنظيمي، وتعزيز المشاركة المؤسسية، وتحسين هيكل السوق، مما يؤدي إلى اعتماد أوسع للعملات المشفرة».

وأضافت أن «النهج البراغماتي الذي يتبعه ترمب يمثل تحولاً واضحاً بعيداً عن القيود التنظيمية الصارمة التي فُرضت مؤخراً».

وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة في العملات المشفرة أيضاً تدفقات كبيرة، منذ فوز ترمب في الانتخابات. وفي 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في «البتكوين» (ETFs) أكبر تدفقات لها في التاريخ؛ حيث استقطبت صافي 1.38 مليار دولار، وفقاً لبيانات «سيتي غروب».

وقال محللون في «سيتي غروب»: «كانت تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة هي المحرك الأساسي لعائدات (البتكوين)، ونتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الأمد القريب».

واستفادت العملات المشفرة الأخرى أيضاً من الارتفاع. وتجاوزت عملة «الإيثريوم» مستوى 3200 دولار للمرة الأولى منذ أكثر من 3 أشهر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتم تداولها آخر مرة عند 3188 دولاراً. ووصلت عملة «دوجكوين» (وهي عملة بديلة بدأت كنقد ساخر لطفرة العملات المشفرة في عام 2013) إلى أعلى مستوى لها في 3 سنوات.