الانقسام بين الإسرائيليين يحتدم.. وهذه أبرز أسبابه
جاء في تقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية :
مع تمتع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة الآن بسلطة غير مسبوقة في حكومة نتنياهو الجديدة، وتأديتها دوراً رئيسياً في خطة مثيرة للجدل في دعم التعديلات القضائية – فإنّها تزيد من المخاوف بين الإسرائيليين العلمانيين من أنّ شخصية ومستقبل إسرائيل مهددان.
مجتمع الحريديم، اكتسب بفضل نفوذه السياسي الفائق، ميزانيات ضخمة يقول النقاد إنّها سترسخ أسلوب حياتهم المعزولة وتضعف الآفاق الاقتصادية لإسرائيل.
في هذا السياق، فالمتشددين في إسرائيل، المعروفون باسم الحريديم، يشكلون 13% من الإسرائيليين البالغ عددهم 9.7 مليون نسمة”، مشيرةً إلى أنّ مجتمع الحريديم ينمو بشكل أسرع من أي مجموعة أخرى، بنحو 4% سنوياً.
ولطالما كان مجتمع الحريديم المنعزل على خلاف مع الأغلبية العلمانية، حيث اشتبك بشأن التجنيد العسكري، واندماجهم في القوى العاملة والمبادئ الأساسية التي توجه حياتهم.
وأثارت الاختلافات العديدة بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين غضب إسرائيل طوال 75 عاماً، لان الشعور بين الإسرائيليين العلمانيين بأنّ أسلوب حياتهم قد ينتهي شهد ازدياداً في ظل حكومة نتنياهو.
ومن المرجح أن تشهد “إسرائيل” صعود محور جديد يركّز على القضايا الدينية – العلمانية، التي ستوحد المعتدلين والمتشددين من اليسار والوسط وحتى الإسرائيليين العلمانيين من يمين الوسط تحت راية مقاومة جديدة لتدين إسرائيل.
اليسار العلماني في “إسرائيل” شهد للمرة الأولى أعمق مخاوفه الديمغرافية مع بلوغ معدلات المواليد الأرثوذكسية المتطرفة (الحريديم) ما يقارب 7 ولادات لكل امرأة، أي ما يقارب 3 أضعاف معدل المواليد الإسرائيليين العلمانيين.
فالتفوق الانتخابي للفصيل الديني في إسرائيل تبعاً للبيانات السابقة هو نتيجة محتومة فعلياً، في حين أنّ اليسار العلماني يعرف هذا منذ بعض الوقت، إلا أنّ ذلك لم يكن حقيقة سياسية من قبل كما هو الآن ، والإسرائيليين العلمانيين الذين ما زالوا يشكلون نحو 45% من المجتمع الإسرائيلي، لن يقفوا مكتوفي الأيدي فيما يتكشف هذا الاتجاه طويل الأمد، فمن الممكن رؤية إعادة تنظيم سياسي يغير المحور السياسي التقليدي.
ومن خلال تحقيق هذه القفزة بالتحديد إلى الوسط، قد يعاود اليسار الإسرائيلي الظهور كقوة سياسية، مشيراً إلى أنّها لحظة فاصلة، إذ يرى الإسرائيليون العلمانيون في حركة الاحتجاج دليلاً على أنه عندما يتم توحيدهم سياسياً، قد تظل قوتهم الديموغرافية سليمة.
من هم الحريديم؟
الحريديم طائفة يهودية متطرّفة تُطبّق الطقوس الدينية من خلال التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية. وقد سمتها الصحافة الإسرائيلية “أمهات الطالبان”.
وكلمة “حريديم” هي جمع لكلمة “حريدي” وتعني “التقي”. والحريديم يرتدون عادةً أزياء يهود شرقي أوروبا، وهي معطف أسود طويل وقبعة، إضافةً إلى “الطاليت”، وهو شال خاص بصلاة اليهود غالباً ما يكون أبيض اللون.
ويُطلق رجال الحريديم ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم، ويُرسلون شعورهم، وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة. أما نساء الحريديم، فيرتدين لباساً يكاد يطابق البرقع.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.