الانتفاضة الأفريقية ضد الهيمنة الغربية
كتب محمد سعود يوسف البدر في صحيفة القبس.
عاشت القارة السمراء قروناً من المآسي والمعاناة ومن الجهل والفقر والمرض في كثير من دولها على الرغم من الثروات والموارد المتنوعة التي تحتويها هذه القارة، إنها معادلة مؤلمة أن تكون أغنى القارات وسكانها أفقر الشعوب. فقد تعرضت ثرواتها للنهب من قبل المستعمر الأجنبي، بل مارس المستعمر الغربي التفرقة العنصرية ضد شعوب هذه القارة، وقد اعتقل كثيراً من مواطنيها ونقلهم عنوة عبر البحر من الساحل الغربي للقارة إلى القارة الأميركية وتسخيرهم لخدمة العنصر الأبيض، وما زال استعمال العنف ضدهم يحدث بين وقت وآخر في الدول الغربية؛ على الرغم من أن الأفارقة يشاركون في كثير من أنشطة هذه الدول بفاعلية وخاصة في المجالات الرياضية، وقد تبوأت الدول الغربية مراكز متقدمة في المجال الرياضي بفضل أبطالها اللاعبين من الأصول الأفريقية.
وقد نالت الدول الأفريقية استقلالها في العقود الأخيرة ولكن ظلت بعض الأنظمة الحاكمة موالية للمستعمر السابق الذي استمر في نهب ثرواتها واستمرار تخلفها دون تنمية وتطور يرضيان شعوبها، وبدأت الانقلابات تتوالى في دولها وخاصة في السنوات الأخيرة في غربي أفريقيا وآخرها في النيجر والغابون، ونادى قادة الانقلابات بخروج القوات الفرنسية من بلادهم وتحررهم من الهيمنة الفرنسية والعمل على مكافحة الفساد واستغلال ثروات بلادهم لتطويرها وازدهارها وقد هبت شعوب هذه الدول لدعم هذه الانقلابات وتأييدها للتخلص من الاستغلال الأجنبي لثروات بلادهم، ويتوقع وقوع انقلابات أخرى مشابهة في دول أفريقية أخرى.
وإذا ما عملت الأنظمة الجديدة بجد وإخلاص في تطور بلادها واستثمار ثرواتها فإن هذه الشعوب ستنعم بحياة سعيدة هنيئة بعد معاناة عاشتها سنوات طويلة وعندها ستنطلق القارة الأفريقية لأخذ موقعها المناسب بين الأمم. نأمل أن نرى شعوب هذه القارة قريباً وقد قضت على الجهل والفقر والمرض في ظل الحرية والأمن والأمان والاستقرار.
والله الموفق،،