رأي

الانتخابات لم تعد تلك هي المسألة..

كتبت صحيفة “اللواء”:

رغم التأكيدات المتكررة من  رئيس الحكومة ووزير الداخلية بإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها في منتصف أيار المقبل، مازال النبض الإنتخابي غائباً عن الشارع، وحرارة خطابات المرشحين مفقودة، وترتيبات تأمين الإقتراع للبنانيين في بلاد الإنتشار متعثرة، وولادة اللوائح تمر في مخاض عسير، والتحالفات السياسية تحتاج إلى عمليات قيصرية على إيدي أطباء ماهرين! 
بإستثناء الثنائي الشيعي، تُعاني معظم الأحزاب والأطراف السياسية من إرياكات في إختيار مرشحيها، وفي التوصل إلى صيغ مناسبة للتحالفات، وكأن بعضها يخوض الإنتخابات للمرة الأولى. 
ما يجري في دائرتي بيروت الأولى والثانية يُجسد الواقع القلق الذي يُحيط بالعملية الإنتخابية، وحالة الضياع المهيمنة على خريطة التحالفات، والبرودة الظاهرة في أوساط الناخبين، والتي تصل إلى حد اللامبالاة بالإستحقاق الإنتخابي، وعدم الإكتراث بأسماء المرشحين، ولا بإنتماءاتهم السياسية أو الحزبية، وكأن الإنتخابات مجرد مادة لإلهاء اللبنانيين عن أوجاعهم اليومية في الإنهيارات المستمرة. 
أقل من شهرين تفصلنا عن ١٥ أيار، وحوالي الأسبوع عن آخر مهلة لإعلان اللوائح، ومع ذلك مازالت الشكوك تُحيط بمصير الإنتخابات: هل ستحصل فعلاً.. أم أن التأجيل يبقى وارداً في اللحظات الأخيرة، لإعتبارات تتحكم فيها مصالح المنظومة الحاكمة. 
ثمة شعور عند أكثرية اللبنانيين بأن الإنتخابات، في حال حصولها، لن تُغيّر شيئاً في المعادلة السياسية الراهنة، حيث الأكثرية إلى جانب فريق ٨ آذار ومحور الممانعة بقيادة حزب الله، لأن بقايا جبهة ١٤ آذار تفرقوا في الفترة الأخيرة، والأطراف المنضوية تحت شعار السيادة وإسترداد الدولة، في حالة تشرذم وتشتت وتباعد، يُضعف الصف السيادي، ويُعرقل وصولهم إلى المجلس النيابي. 
أما ظاهرة المجتمع المدني، التي لمع بريقها في إنتفاضة ١٧ تشرين، فهي إلى تراجع مُحزن، بسبب الخلافات والأنانيات والصراعات التي تسود علاقات الفريق الواحد من أطرافها، والتي أدّت إلى تضييع فرصة توظيف إندفاعة الإنتفاضة في إحداث التغيير المنشود، وإجهاض العملية التغييرية باكراً. 
إنتخابات.. أو لا إنتخابات، لم تعد تلك المسألة التي تهم اللبنانيين! 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى