رأي

الانتخابات النيابية تطرق أبوابنا؟

كتب القس سامر عازر, في “الدستور”:

الانتخابات النيابية لهذا العام تؤسس لمرحلة سياسية جديدة نأمل أن تنضج في العشرة سنين القادمة فيتحول مجلس النواب بغالبيته إلى نواب حزبيين يتبنون برامج عمل حزبية واقعية وقابلة للتنفيذ، تعمل على معالجة الكثير من القضايا التي تهم الناس وترتبط إرتباط وثيقا بحياتهم وتعمل على تعلية العمل المُؤسسي الذي يعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة وسيادة القانون والعدالة المجتمعية والمساواة وتكافئ الفرص ومحاربة الفساد والمحسوبية، وتسهم في خلق فرص جادة وحقيقية للشباب الأردني الواعد في الريادة والإبتكار ليكون قادراً أن يسهم حقاً في إكمال مسيرة الوطن في مئويته الثانية نحو المزيد من التطوير والتحديث وسياسة الإعتماد على الذات وجعل الأردن متقدماً في كل المجالات وكل القطاعات الحيوية.
ففي العاشر من الشهر القادم أيلول تطرق أبوابَنا الانتخاباتُ النيابية، وليس لنا إلا أن نفتح لها الأبواب مرحبين بها، وخصوصاً أنها ضمن الرؤية الملكية السامية بالتحديث السياسي وصولاً إلى أحزابٍ أردنيةٍ وطنيةٍ قادرةٍ على النهوض بالشأن الوطني والعملِ ضمن عملٍ جمعي مؤسسِي يهدف إلى النهوض بالوطن وتحديثه وخدمة المجتمع الأردني بكافة أطيافه ومكوناته ومن أقصى شماله إلى جنوبه، لذلك لا بدّ من المشاركة الواسعة في العملية الإنتخابية بكل جدية وإلتزام جماعاتٍ وزرافاتٍ، فنتحدى أنفسنا بأنَّ نرفعَ نسبةَ المشاركة هذه المرة إلى أعلى نسب مشاركة من أية إنتخابات نيابية سابقة، إكراماً لله والوطن والملك، لماذا؟
أولاً، لأنَّها مسؤولية دينية بأنْ نساهم في الخير العام والشأن العام «فنقضيَ حياةً أمنةً مطمئنَّةً هادئةً في كلِّ تقوَى ووقار» (1 تي 2:2)، مما ينعكس على خير المجتمع بأسره واستقراره وتقدمه. فمسؤليتنا الدينية تُملي علينا عدم التقاعص أو العزوف، بل التوجه نحو صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتنا لأختيار الأكفأ والأجرأ والأقوى والأكثر خبرة في العمل التشريعي والعمل الرقابي على سير أداء الحكومة. وبعبارة بسيطة، مجلس نواب قوي يعني مساءلة ومتابعة ومحاسبة وتحسين أداء وتحسين واقع ونهضة حقيقية شاملة تشمل كافة قطاعات الحياة، وهذا ما يستحقه الأردن وما يسعى إلى إليه كل مواطن أردني.
ثانيا، انتماء لثرى الأردن الطهور، الوطن الأغلى، الذي ترخص أمامه دماؤُنا ولا يغلا عليه شيء، فوطنُنُا الأردن عزّنا وفخرنا ومهوى أفئدتنا، وهو يستحق منّا أن نعمل ليل نهار لأجل رفعته وتقدمه وإزدهاره، وأن نحافظ عليه حفاظنا على أنفسنا وعلى أولادنا، فقوة ومنعة الأردن مصلحة وطنية عليا، وقوة لفلسطين وللقضايا العربية وللرسائل العالمية في الوئام الديني والسلام وقبول الآخر.
ثالثا، ولاء لجلالة الملك المفدى الذي يقود عملية التحديث السياسي والإقتصادي والإجتماعي، ويسير بمركب السفينة نحو المزيد من التطوير والإنجاز وخدمة كافة أبناء الأردن لتكون كرامةُ الأردني فوق أي إعتبار ويكون بلدُنا جاذباً لأبنائه أصحابَ الخبرة والكفاءة والمقدرة في مجالات علمية وعملية متخصصة، فهم الأولى بخدمة بلدهم من بلاد الإغتراب وخدمة قضياه الوطنية والقومية والإنسانية.
فلنهّب لنشترك في عملية التحديث السياسي الذي وضعنَا يَدُنا عليه، لا أن ننظر إلى الوراء، بل أن نفتح الأبواب ونخرج لنشترك جميعا في الأداء بواجبنا والإدلاء بصوتنا بأمانة وإخلاص، إكراماً لله والوطن والملك.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى