خاصأبرزرأي

الانتخابات البلدية في الجنوب والبقاع.. صناديق إقتراع على ركام المنازل

حسين زلغوط
خاص-“رأي سياسي”:

تعتبر الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، ولا سيما في المناطق الجنوبية والبقاعية، من أهم الأحداث الديمقراطية التي تمكّن المواطنين من المشاركة في اختيار ممثليهم في المجالس البلدية والاختيارية. هذه الانتخابات تتيح الفرصة للتفاعل المباشر بين المجتمعات المحلية والحكومة في مجالات الخدمات العامة والتنمية المحلية. ومع ذلك، فإن الأزمات السياسية والأمنية التي يمر بها لبنان، وخصوصاً تأثيرات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على المنطقة، قد ألقت بظلالها على هذه الانتخابات وأثرت بشكل كبير على إجراءاتها وتوقعات نتائجها.
لقد أثّرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان على الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب والبقاع، مما جعل العديد من المواطنين يفضلون تأجيل مشاركتهم في الانتخابات بسبب المخاوف من القصف الإسرائيلي، إذ أن هذه الحرب التي لم تنته بعد برأي أهل الجنوب بفعل الاعتداءات اليومية وطلعات المسيرات والاغتيالات خلقت حالة من الإحباط والقلق لدى سكان الجنوب والبقاع، ما دفع العديد منهم إلى التقليل من أهمية الانتخابات البلدية والاختيارية في ظل الظروف الأمنية الصعبة. هذا الشعور انعكس على المشاركة الشعبية، حيث يتوقع أن تسجل بعض المناطق انخفاضًا في نسب الإقبال على مراكز الاقتراع مقارنة بالانتخابات السابقة.
في بعض المناطق المتأثرة بشكل كبير بالحرب لناحية حجم الدمار، والتخريب الكبير بالبنى التحتية من قبل العدو الاسرائيلي، مثل بعض البلدات الحدودية في الجنوب والبقاع، ستخصص لهم مراكز اقتراع في بلدات مجاورة، مع سعي حثيث على الوصول الى اتفاقات بين الاحزاب المحلية والعائلات لاعلان فوز بلديات هذه القرى بالتذكية وهو ما سيبدأ بالضهور هذا الاسبوع.
واللافت وكما في مناطق كثيرة، أن هناك من يشكك في قدرة المجالس البلدية المنتخبة على الوفاء بوعودها في ظل الأزمة الأمنية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان، سيما وأن الحرب أدت الى تدمير بعض المنشآت الحيوية والمرافق في مناطق مختلفة في الجنوب والبقاع، ويُخشى أن يدفع ذلك المجالس البلدية إلى صرف جزء كبير من ميزانياتها على إعادة الإعمار، مما يؤثر على قدرتها في تنفيذ مشاريع التنمية المستدامة. وبالتالي، يشعر العديد من المواطنين في المناطق المتضررة بأن الانتخابات البلدية قد لا تأتي بأي تغييرات إيجابية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
لكن وعلى الرغم من الآثار السلبية الناتجة عن الحرب الإسرائيلية، تبقى الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب والبقاع خطوة هامة نحو تعزيز الاستقرار المحلي والوطني، حيث تمّكن هذه الانتخابات المجتمعات المحلية من توجيه أولوياتها بشكل يتماشى مع التحديات الحالية، وتتيح لهم فرصة اختيار أشخاص تتفهم حاجاتهم التنموية، وهم لأجل ذلك لا يمانعون في حصول هذه الانتخابات ولو وضعت صناديق الاقتراع عل ركام المنازل، أو عبر نصب الخيم في الساحات، من منطلق وجوب حصول الانتخابات بأي ثمن، باعتبار أن ذلك من وجهة نظرهم سيكون رسالة قوية للعدو الاسرائيلي مفادها ان اهل الجنوب والبقاع متمسكين بأرضهم، وسيسعون الى إعمار ما تهدم وإن بالحد الأدنى.
وفي مقابل كل ما تقدم فان هناك بعض المناطق التي لم تتأثر بشكل مباشر بالحرب، سيكون فيها إقبال على صناديق الاقتراع من باب العمل على إعادة بناء المجالس البلدية، حيث يسعى المواطنون لإعادة تنشيط الحياة السياسية والاجتماعية في بلداتهم، باعتبار ان الانتخابات البلدية تبقى نافذة للمشاركة السياسية وتحديد مستقبل المنطقة في ظل التحولات الأمنية والسياسية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى