رأي

الاقتناص من رموز الحقبة الحريرية..

كتبت صحيفة “اللواء”:

يبدو أن خروج سعد الحريري من المشهد السياسي أعطى العهد وفريقه نصراً وهمياً، خيّل لهم أنهم إستطاعوا التخلص من أحد أبرز خصومهم السياسيين بقوتهم الذاتية، وتجاهل كل العوامل الأخرى، الداخلية منها والخارجية، التي تضافرت ضد الحريري، ودفعته إلى «تعليق عمله السياسي».
هذا النصر الوهمي دفع العهد وأنصاره في الإدارة والقضاء إلى التكشير عن أنيابهم، والإندفاع بشكل هستيري للإقتناص من رموز بارزة للحقبة الحريرية، وفي مقدمتهم حاكم المركزي رياض سلامة، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، على أن تُستكمل عمليات «قبع» بقية «المتمردين» على فريق العهد في خطوات لاحقة، التي قد تطال المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات والأمين العام لوزارة الخارجية هاني الشميطلي وغيرهما من أهل الكفاءة والمتمسكين بتطبيق القانون. 
لم تعد المسألة تتعلق بإجتهاد قانوني، بقدر ما أصبحت نهجاً يقوم على سياسة الكيدية والإنتقام من كل يخرج عن الطاعة لرغبات ونزوات جماعة العهد. 
والأنكى من كل ذلك أن الفشل المستمر، والإنهيارات المتوالية، والمحن التي تُقهر الناس يومياً، لم تُشغل فريق العهد عن لعبة الإستئثار والهيمنة على المناصب الأساسية في الدولة، وفي مقدمتها حاكمية مصرف لبنان، حيث حاول هذا الفريق الإطاحة بسلامة منذ الأشهر الأولى لولاية العماد عون، وهو مستمر في هذه المحاولات المستميتة حتى الربع الساعة الأخيرة من العهد، بهدف تعيين أحد المحسوبين على التيار الوطني الحر في الحاكمية ، والسيطرة على الشركات التابعة للبنك المركزي، وفي مقدمتها طيران الشرق الأوسط، التي طالما كانت هدف حملات عشواء من أبواق التيار العوني. 
ما تقوم به القاضية عون، دون رادع من التفتيش القضائي، وبكل أساليب التحدي لمجلس القضاء الأعلى والنيابة العامة التمييزية، يقضي على ما تبقى من هيبة القضاء ومصداقيته، ويؤدي إلى سقوط مبدأ إستقلالية القضاء في وحول الصراعات الأنانية والمصلحية البتراء.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى