الاستفزازات الإسرائيلية في سوريا

كتب فخري هاشم السيّد رجب في صحيفة القبس.
تجاوز الكيان الاسرائيلي الاستفزاز بالدخول إلى بعض الأراضي السورية، إنه احتلال. وقد قال كاتس: إن سلاح الجو الاسرائيلي شن هجمات قوية في جنوبي سوريا في إطار السياسة الجديدة لنزع السلاح من هذه المنطقة، مع تأكيد نتانياهو على بقاء جيشه في جبل الشيخ، وكذلك بالمنطقة العازلة في سوريا في المستقبل المنظور، متوعدا بسحق تنظيم هيئة تحرير الشام، أو أي جيش سوري جديد. اما الغاية الحقيقية فهي توجيه رسائل متعددة، أولها عدم التفكير باسترجاع الجولان، وثانيها خلق مشكلة تفاوضية جديدة من خلال خلق واقع جديد في الجنوب السوري، أما الثالث والمهم فهو السيطرة على اهم مرتفعات جبل الشيخ، حيث الروافد المائية والموقع المهم لمراقبة ورصد التحركات في الجنوب اللبناني والشرق السوري.
الواقع السوري اليوم معقد، والسوري، اليوم، غير قادر على قراءة المشهد المقبل، وكيف ستتم صياغته مع التوجهات الإقليمية والدولية، وكيف ستتوزع مراكز الثقل السياسي والامني في سوريا، خاصة أن هناك صراعات في الخفاء غايتها إعادة هندسة مستقبل سوريا بما يخدم مصالحها.
بالأمس القريب عاش السوريون ليلة نارية قاسية بعد القصف المعادي من دولة الكيان في ظل انعدام كل وسائل الردع والدفاع… الواقع السوري مرير بكل تفاصيله. فالخطر محدق من كل جانب، ومخطط التقسيم لم يعد خافيا على احد، والعمل جار على إعادة مشهدية جديدة للصراع الإقليمي على الأراضي السورية، وما أكثر الأطراف الطامعة، مع أمنياتنا الأكيدة بأن تكون عملية خلط الأوراق في الجنوب السوري فاشلة، في ظل رفض أهالي المناطق الجنوبية لفكرة التقسيم، حيث تدعي دولة الكيان أنها قادمة لحماية أبناء الطائفة الدرزية، وان قصفها لمدينة حمص كان غرضه حماية أبناء الطائفة العلوية. وهو امر لن ينطلي على الشعب السوري الذي لم تسقطه اللعبة الطائفية القذرة خلال أربعة عشر عاما من الحرب المستمرة بكل أشكالها، لذا من غير المعقول أن يلتفت إلى دولة الكيان والاعيبها، ولكن من غير المقبول أيضا هذا الصمت حيال ما يحصل في سوريا وعلى حدودها.
سوريا الجديدة بنظر الطامعين، ايا كانوا، هي غربية وجنوبية وشرقيه، ورؤية الطامعين تقضي اليوم مثلا بإحضار أكثر من خمسمئة فلسطيني وتوطينهم في الساحل السوري الممتد إلى تركيا… والمثير للغرابة هو أن هذه التعليمات تصدر عن غرفة عمليات انشأتها دول كبرى.
في هذا الواقع المفعم بالقهر وبالصمت، واللعب الدولي، يبدو أن الأمل منوط برمته بموقف وتحرك سوري، فالشعب السوري وحده اليوم أمام الذئاب.
«إذا رأيت نيوب الليث بارزة**فلا تظنن أن الليث يبتسم».. هيهات هيهات يا دمشق، يا قبلة العرب، لما فعلوا بكِ ما فعلوا.