الاستعدادات للهجوم البري على غزة تتواصل والسيسي وبايدن يتفقان على إدخال المساعدات.
في وقت تستمر فيه الغارات الإسرائيلية المدمرة على المناطق المكتظة في غزة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء البريطاني وصل إلى تل أبيب بعد ساعات على مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وتتوعد إسرائيل بالقضاء على حركة “حماس” من خلال هجوم بري وجوي لا هوادة فيه على القطاع، لكن لا يبدو أن لديها تصوراً لمعضلة النهاية ولا توجد خطة واضحة لشكل الحكم في القطاع الفلسطيني حتى لو حققت النصر في ساحة القتال.
إدخال المساعدات
وفي وقت يتزايد فيه الحديث عن ترحيل أهل غزة، أعلنت القاهرة فجر الخميس أن الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي جو بايدن اتفقا خلال مكالمة هاتفية على “إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام”.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي تلقى من بايدن “اتصالاً هاتفياً ركّز على الوضع الإنساني في قطاع غزة”. وأضافت أن الاتفاق يلحظ “قيام الجهات المعنية في الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات”.
ونقل البيان عن بايدن “إعرابه عن الشكر والتقدير لجهود القيادة المصرية نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
ولم يحدد البيان المصري متى سيبدأ دخول المساعدات للقطاع، لكنه أتى بعيد إعلان بايدن أن السيسي وافق على السماح بإدخال دفعة أولى من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر رفح إلى القطاع المحاصر.
وقال بايدن للصحافيين بعد اتصاله هاتفياً بنظيره المصري من على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة لإسرائيل حيث أبدى تضامنه معها إن السيسي “وافق على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية”. وأضاف خلال توقف الطائرة الرئاسية في ألمانيا أثناء رحلة العودة إلى واشنطن أن هذه الشاحنات لن تعبر على الأرجح قبل الجمعة لأن الطريق حول المعبر يحتاج لتصليحات.
وأوضح بايدن أن الأمم المتحدة ستوزع هذه المساعدات داخل قطاع غزة، مشيراً إلى أن دخول دفعة ثانية يتوقف على “كيف ستسير الأمور”.
وحذر الرئيس الأميركي حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة من أنه إذا “استولت عليها (المساعدات) أو منعت عبورها فسينتهي الأمر”.
استدعاء الاحتياط
في موازاة ذلك، استدعت إسرائيل عدداً قياسياً من قوات الاحتياط بلغ 360 ألف فرد، ولم يتوقف قصفها للقطاع منذ هجوم “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وقال ثلاثة مسؤولين إقليميين مطلعين على المناقشات التي تجريها الولايات المتحدة مع تل أبيب إن الاستراتيجية الإسرائيلية الفورية هي تدمير البنية التحتية في غزة، حتى لو سقط عدد كبير من الضحايا المدنيين، إلى جانب دفْع سكان القطاع نحو الحدود المصرية وملاحقة حماس بتفجير شبكة الأنفاق مترامية الأطراف تحت الأرض والتي بنتها الجماعة لتنفيذ عملياتها.
ومع ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون إنه ليس لديهم تصور واضح لما قد يكون عليه الوضع في المستقبل بعد الحرب.
وقال مصدر مطلع في واشنطن إن بعض مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن يشعرون بالقلق من أن إسرائيل، رغم أنها قد تبرع في وضع خطة فعالة لإلحاق ضرر دائم بحماس، فإنها لم تضع بعد استراتيجية للخروج من القطاع الذي تحكمه حماس منذ عام 2006 ويبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة. وأضاف المصدر أن الرحلات التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل شددت على الحاجة للتركيز على خطة ما بعد الحرب في غزة.
وقال مصدر أمني إقليمي “إسرائيل ليس لديها نهاية للعبة في غزة. استراتيجيتهم هي إسقاط آلاف القنابل وتدمير كل شيء والدخول. ولكن ماذا بعد؟ ليس لديهم استراتيجية خروج لليوم التالي”.
وأبلغ بايدن الإسرائيليين خلال زيارته لإسرائيل أمس الأربعاء بأنه يجب القصاص من حماس، لكنه حذر من تكرار أخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وقال “الغالبية العظمى من الفلسطينيين ليسوا حماس… وحماس لا تمثل الشعب الفلسطيني”.
وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، آرون ديفيد ميلر، إن “زيارة بايدن كانت فرصة سانحة بالنسبة له للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفكير في قضايا مثل الاستخدام المتناسب للقوة والخطط طويلة المدى لغزة قبل شن أي غزو”.