أبرزرأي

الاستحقاق الرئاسي في مهب رياح غزة والانتخابات الاميركية

باسم المرعبي ناشر موقع رأي سياسي

في خضم الحريق المشتعل في أكثر من مكان في المنطقة، يبدو أن الملف الرئاسي سيفتح من جديد بعد أن توقف الحديث فيه منذ ان بدأت الحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة، من خلال اجتماع مجموعة الدول الخماسية المتوقع خلال الاسبوع المقبل أو الذي يليه، والذي سبقه رفع في منسوب الاتصالات بين كل من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية وقطر قبل انعقاد هذا الاجتماع لمحاولة انقاذ لبنان من خطر لم يعد بعيدا من انفجاره، بفعل ما يجري على الحدود الجنوبية.

ويلاحظ ان عواصم دول الخماسية لا سيما باريس تشهد في هذه الآونة اجتماعات مكثفة حول لبنان، ويقال أن الموفد الرئاسي جان ايف لودريان هو على تواصل دائم مع كل من السعودية وقطر بعدما زارهما اخيرا واجتمع في باريس مع كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين، ويتركز البحث في هذه الاتصالات واللقاءات للموفد لودريان وفق ما رشح من معلومات وصلت الى مسؤولين لبنانيين على رسم خريطة طريق تنطلق من انتخاب رئيس جمهورية لانتظام عمل مؤسسات الدولة وفصل ساحة لبنان عن تطورات المنطقة قبل التسوية المفترض الوصول اليها بعد أن تضع الحرب أوزارها في غزة.

وهذا الحراك الذي يقوم به لودريان كان حاضرا في الاجتماع الذي عقد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي الكبير مع ممثل الحكومة الفرنسية لقضايا البحر المتوسط كريم أملال، في حضور سفير فرنسا في لبنان ايرفيه ماغرو، حيث ابلغ أملال الرئيس ميقاتي عن رغبة فرنسية كبيرة في اعادة تفعيل المبادرات السابقة في موضوع رئاسة الجمهورية، مشدداً على ضرورة انجاز هذا الاستحقاق لكي يكون لبنان حاضرا بفاعلية في الية مفاوضات تجري للاتفاق على تسوية حول ما يجري في غزة ولبنان، كما ان الاجواء نفسها عاد ونقلها السفير الفرنسي الى لجنة الشؤون الخارجية التي انعقدت في مجلس النواب بحضوره، وهو ابلغ الحاضرين ايضا بأن الموفد الرئاسي الفرنسي الذي كان من المقرر أن يعود الى بيروت هذا الشهر كما كان قد أعلن بنفسه في أخر زيارة له الى بيروت، سيزورها في شباط المقبل.

وفي انتظار اجتماع مجموعة “الخماسية” كان لافتاً التحرك الذي يقوم به سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، وليد بن عبد الله بخاري، الذي التقى فور عودته من المملكة في مقر إقامته، في اليرزة، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، حيث كان هناك بحث مستفيض حول أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة. وقام بخاري، أيضا بزيارة سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى في مقر السفارة في منطقة الجناح في بيروت. وناقش الجانبان خلال اللقاء، تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة، والتطورات التي تعيشها الاراضي المحتلة، وضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن، في ظل المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقد وضع تحرك السفير بخاري في خانة الاهتمام السعودي الذي لم ينقطع في الأصل بلبنان والعمل على تجنيبه حرب واسعة مع اسرائيل، بالتوازي مع السعي الدؤوب مع الدول المعنية بالملف اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية الذي يعد المدخل الحقيقي والسليم لانتظام عمل المؤسسات.

وفي ظل هذه الاجواء التي تتحدث عن زخم عربي ودولي لانتخاب رئيس في لبنان، ترى أوساط سياسية عليمة أن الملف الرئاسي لن يشهد اي خرق فعلي قبل أن تنتهي الحرب في غزة، حيث ان كل ملفات المنطقة مغلقة بانتظار فتح باب التسوية التي من شأنها ان تضع حداً لهذه الحرب، كما انه في رأي المصادر أن الاستحقاق الرئاسي سيبقى في دائرة الشغور الى ما بعد الانتخابات الاميركية في الخريف المقبل، حيث ان الادارة الاميركية وكالعادة مع كل استحقاق رئاسي داخلي تقفل النوافذ على الخارج وتعطي الاولوية للانتخابات الرئاسية الاميركية على أي ملف خارجي، وهذا يعني ان عمر الشغور الرئاسي سيطول أشهرًا إضافية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى