شؤون دولية

الاتفاق على تبادل الرهائن بين «حماس» وإسرائيل… نصر مؤقت لبايدن

يشكّل الاتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس» على هدنة في قطاع غزة وتبادل للرهائن والمعتقلين نصراً دبلوماسياً للرئيس الأميركي جو بايدن، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنّ بايدن، الذي يبذل جهوداً كبيرة على المستوى الشخصي، ما زال بعيداً عن تحقيق نتائج مهمة في سبيل احتواء الصراع في ظل عدم دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار، وحلٍّ يلي هذه المرحلة.

ومساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الديمقراطي الذي يعدّ الداعم الأول لإسرائيل، أنّه «راضٍ تماماً» عن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية بوساطة قطرية، بعد 5 أسابيع من المفاوضات «المرهقة للغاية»، وفق مسؤول أميركي.

وبموجب الاتفاق الذي لم يتم تنفيذه بعد، ستُطلق «حماس» سراح 50 مخطوفاً من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح 150 معتقلاً فلسطينياً، أيضاً من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، وذلك في إطار هدنة إنسانية لأربعة أيام، كان من المفترض أن تبدأ اليوم، لكنها أُرجئت.

وكانت «حماس» قد أخذت 240 شخصاً رهينة إبان الهجوم غير المسبوق الذي شنّته على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وفي السياق، قالت واشنطن إنّها تتوقّع أن يسمح هذا الاتفاق بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين المحاصرين في الصراع في قطاع غزة.

ويحظى إعلانُ اتفاقٍ بصدى خاص في الولايات المتحدة عشية عطلة «عيد الشكر»، خصوصاً أنّ من بين الرهائن الذين سيُطلق سراحهم 3 مواطنين أميركيين، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات.

وفي هذا الإطار، سارع فريق الرئيس جو بايدن إلى تسليط الضوء على «دبلوماسية دؤوبة وجهود متواصلة من قبل الولايات المتحدة»، وفق وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه شعبية بايدن، الذي يقوم بحملة لإعادة انتخابه، انخفاضاً يعود في جزء منه إلى انتقادات تطاله من الشباب؛ بسبب دعمه لإسرائيل خصوصاً.

في الواقع، لم تتوقف الولايات المتحدة عن زيادة ضغوطها في الأسابيع الأخيرة على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في وقت كان الوضع في غزة يتدهور بشكل أكبر وفي مواجهة «عدد كبير جداً» من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.

ووفق آخر حصيلة صادرة عن «حماس»، قُتل أكثر من 14 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين في عمليات القصف الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر. كذلك، أسفر هجوم «حماس» عن مقتل 1200 شخص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

إعادة فتح معبر كرم أبو سالم

وقال ماكس بوت، من «مجلس العلاقات الخارجية» في واشنطن، إنه «من خلال دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ورفض الدعوات لوقف إطلاق النار، اكتسب بايدن مصداقية لدى الجمهور الإسرائيلي، ممّا يسمح له بالضغط على إسرائيل لتقديم مساعدات أكبر للمدنيين الفلسطينيين».

وأضاف، على إحدى المدوّنات، أنّه «يقوم بذلك حتى لو كلّفه الأمر (خسارة) الدعم في معسكره الخاص».

ويأتي ذلك في وقت ترتفع فيه الأصوات في الولايات المتحدة، خصوصاً من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، لدعوة الرئيس الأميركي إلى أن يكون أكثر حزماً في مقاربته لحليفه الإسرائيلي.

وفي رسالة وُجّهت (الاثنين) إلى بايدن، أعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن قلقهم من أنّ «المعاناة المتزايدة والمتواصلة في غزة… ستؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة، وإلى تقويض التحالفات الإقليمية».

وعدّوا أنّه يجب على إدارة بايدن أن «تضع بشكل عاجل رؤية لمستقبل إسرائيل وفلسطين، وكذلك للدور الذي ستلعبه بلادنا للتشجيع على حلّ سلمي، وعلى إعادة الإعمار».

كذلك، دعوا البيت الأبيض إلى الضغط على إسرائيل من أجل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة. وفي الوقت الحالي، فإنّ النقطة الوحيدة للدخول إلى قطاع غزة، هي عبر معبر رفح عند الحدود مع مصر.

من جهتها، عدّت جماعة الضغط التقدمية «جاي ستريت» المؤيّدة لإسرائيل، أنّه «من الضروري جداً… أن تضع إدارة بايدن خطوطاً حمراء واضحة، وتصرّ على إجراء تغيير كبير في مسار هذه العملية العسكرية»، مضيفة أنّ عليها أن توضح أنّها لن تقدّم «دعماً غير محدود لحرب بلا حدود، وبلا استراتيجية خروج».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى