شؤون لبنانية

“الاتحاد”: لتدرك الامة معانيها

اعتبر حزب” الاتحاد “في بيان اصدره، في ذكرى تأسيس الوحدة العربية في ٢٢ شباط ١٩٥٨، انها كانت “ذكرى اول وحدة عربية في التاريخ الحديث ، وكانت رائدة في العمل العربي وفي الاتجاه الصحيح نحو نهوض قومي عربي مستقل، عاكست  ارادة الغرب وسياساته التفتيتية من سايكس وبيكو واتفاقات المنظومة الغربية، التي كانت سياساتها تقوم في المنطقة على تفتيت وحدة المجتمع العربي للامساك بمفاصيله، فجاءت الارادة الوحدوية عام 1958 لتؤكد ان الوحدة هي حتمية لا يستقيم الواقع العربي بدونها، حتى ان قيام دولة الاغتصاب في فلسطين كانت احدى المرتكزات في السياسة الغربية لانقسام الامة،  وفصل مشرقها عن مغربها”.

ورأى البيان: “ان اختيار فلسطين كبؤرة استيطانية لكيان مصطنع على ارضها، هو لتعميق واقع الانقسام والتباعد بين ابناء الامة، وما بدأه الغرب والحركة الصهيونية في تفتيت عوامل الوحدة بين امة العرب تولت قوى عربية استكمال مهمة الغرب الاستعماري، في ضرب مرتكزات الوحدة وروابطها القومية، حتى باتت وحدة المجتمع الوطني مفككة بفعل سياسات القوى القطرية التي كانت صدى لارادة الغرب الاستعماري في تفكيك وحدة مجتمعاتنا الوطنية، فاستبيحت تلك المجتمعات بامنها واستقرارها وشل قدراتها حتى باتت مسرحا لنزاعات دموية خدمة لامن الكيان الصهيوني الذي ما زال يحمل مشروعا في بناء “اسرائيل الكبرى” ، وهذا لن يتحقق الا بتمزيق  الروابط القومية  واشعال الحروب بين اقطار الامة حتى لاتفه الاسباب”.

وتابع البيان:”فلما هذه الحرب المستعرة على سوريا واخراجها من الجامعة العربية بالرغم من ان  سوريا هي قلب العرب  وعمقهم التاريخي وهي عاصمة الخلافة”.

واردف: “ان ترك سوريا ينهشها الارهاب المصنع والمدعوم، هو احدى حلقات استباحة امن العرب، وان تصحيح العلاقة معها يأتي في الاتجاه الصحيح لما تمثله سوريا من قاعدة للحفاظ على حاضر الامة ومستقبلها ،  كما ان التباعد بين مصر والعديد من الاقطار العربية بحجة تصريحات ومواقف سياسية وصحفية، هو ذر الرماد في العيون على مشروع اعمق في ضرب مكونات القوة في الامة، فكل تباعد عربي لا يخدم الا الصهيونية ومشروع الغرب الاستعماري في السيطرة على ثروات الامة، ولا يتوهمنا احد ان التطبيع مع عدو الامة هو حماية لسلطة او ادوار محلية، فالتطبيع هو استسلام للارادة الصهيونية بما تحمله من مشروع يستبيح الامة من مشرقها الى مغربها”.

اضاف: “انه عصر الانحطاط العربي الذي استهدف وحدة العام 1958 التي ما زلنا ندفع ثمن سقوطها، واكثر من استشعر خطورة الوحدة هم قادة الكيان الصهيوني الذين عبروا عن هذا الخطر، عبر تصريحات معلنة عندما قالوا، بان عبد الناصر وضع الكيان الصهيوني بين فكي كماشة ويكاد يطبق عليه”.

وختم: “في ذكرى الوحدة الرائدة ندعو الامة لادراك معانيها والعودة الى مضامينها النهضوية المستقلة، لان اي استقلال وطني لا يمكن حمايته الا بالاستقلال القومي الموحد لامة صنعت تاريخا مجيدا، ونهضة انسانية ما زال يغرف من معينها المجتمع الانساني بكافة  مكوناته”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى