اقتصاد ومال

الاتحاد الأوروبي يواجه الصين بـ”غلوبال غيتواي” بقيمة 272 مليار دولار.

فرش المسؤولون في بروكسل السجادة الحمراء لزعماء الدول النامية في حدث يهدف إلى إقناعهم باستخدام برنامج استثماري رئيس جديد للاتحاد الأوروبي.

 ينظر إلى المبادرة الأوروبية “غلوبال غيتواي” أو ما يسمى بـ”البوابة العالمية”، على نطاق واسع على أنها منافس بارز لـ”مبادرة الحزام والطريق” الصينية، بعد أن توغلت الأخيرة في دول العالم النامي لمدة 10 سنوات بضخ الأموال في مشاريع البنية التحتية وزادت من نفوذ بكين بصورة كبيرة.

إلى ذلك تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى أن تكتسب “غلوبال غيتواي” زخماً، بعد أن كشف عنها مطلع 2021 كصندوق نقدي بقيمة 262 مليار جنيه استرليني (276.2 مليار دولار أميركي) لتمويل مشاريع البنية التحتية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

وعن ذلك قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “إن السحر يكمن في العمل الجماعي بين القطاعين العام والخاص حتى نتمكن من توفير القدرة على التنبؤ على المدى الطويل التي يحتاج إليها مستثمرو القطاع الخاص لبدء مشاريع طموحة”.

والتزام الاتحاد الأوروبي بدوره بأكثر من 57 مليار جنيه استرليني (60.1 مليار دولار أميركي) لدعم المنظومة من موازنته، لكن يعد المبلغ ضئيلاً مقارنة مع ما تضخه الصين التي استثمرت أكثر من تريليون دولار في مشاريع “الحزام والطريق” منذ بداية البرنامج في عام 2013.

في غضون ذلك أرسلت السنغال والمغرب وموريتانيا والصومال وبنغلاديش ومولدوفا، قادتها لحضور افتتاح منتدى “غلوبال غيتواي” في بروكسل إضافة إلى وزراء من عشرات الدول الأخرى، كما انضم آخرون إليه من طريق رابط الفيديو.

خطة بريطانية بقيمة 57.9 مليار دولار

وعلى رغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا أن وزير التنمية البريطاني أندرو ميتشل كان حاضراً في مناقشات بروكسل، بل أعلن خطة بقيمة 48 مليون جنيه استرليني (57.9 مليون دولار أميركي) لتعزيز البنية التحتية في البلدان ذات الدخل المنخفض.

وقال ميتشل “سيساعد برنامج المدن الخضراء والبنية التحتية البلدان ذات الدخل المنخفض في سد فجوات البنية التحتية لديها، وخلق القدرة على التكيف مع تغير المناخ، ودعم النمو المستدام والحد من الفقر”.

في تلك الأثناء يعتقد المحلل في قطاع التجارة الدولية دوفيري فيسترباي أنه من الحكمة حضور بريطانيا المناقشات في بروكسل، قائلاً “على بريطانيا أن تضع نفسها كشريك أمني وتجاري للاتحاد الأوروبي وحليف استراتيجي”، مضيفاً “لا تزال سلاسل التوريد مترابطة ولدى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة كثير من المصالح التجارية وغيرها من المصالح المشتركة”.

أوروبا وتوقيت منافسة الصين

إلى ذلك قد يكون التوقيت الحالي المناسب لأوروبا للتقدم والتنافس مع الصين، إذ تتوقع الأبحاث الحديثة التي أجراها معهد “إييد دات” أن 60 في المئة من القروض الأجنبية الصينية معرضة لخطر التخلف عن السداد، بينما وجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة بوسطن أن بكين أنفقت 198 مليار جنيه استرليني (239.1 مليار دولار أميركي) بين عامي 2008 و2021 لإنقاذ القروض التي أصدرتها في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.

من جهته قال الزميل البارز في صندوق “مارشال” الألماني جاكوب كيركيغارد لصحيفة “التايمز” إن “الصين تعاني مشكلة الديون المعدومة محلياً، وإعادة هيكلة الديون الأجنبية التي تكافح من شأنها التي قد تشكل سابقة محتملة للحزب الشيوعي الصيني ليفعل الشيء نفسه في الداخل”، مضيفاً “أوروبا ليس لديها هذه المشكلة، فالمقرضون هنا في أوروبا يدركون جيداً كيفية التعامل مع القروض المحفوفة بالأخطار المقدمة إلى بلدان العالم النامي، وعندما تسوء الأمور يتعين على جميع الدائنين أن يجتمعوا ويتفقوا على تساوي الخسائر”.

ومع ذلك فإن أوروبا منخرطة بصورة كبيرة في المبادرة الصينية، إذ إن 18 دولة من أصل 147 دولة مشاركة هي دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى