اقتصاد ومال

الاتحاد الأوروبي يتبنى نهج “عدم المخاطرة” مع الصين

أطلق زعماء الاتحاد الأوروبي سياسة «عدم المخاطرة» تجاه الصين، وهو تخفيف لنهج «الفصل» غير الرسمي، ما يعكس المخاوف بشأن الضرر الاقتصادي الناجم عن نبذ ثاني أكبر اقتصاد، أو حروب تجارية في العالم، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية .

وتم الاتفاق على القرار بسرعة في قمة للزعماء في بروكسل بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في القمة التي جمعت الدول الأعضاء الـ27. واتخذت الكتلة وجهة نظر مفادها بأن سلاسل التوريد للمواد الضرورية لبطاريات السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات والعديد من المنتجات المهمة الأخرى، كانت معرّضة للخطر، بشكل خاص، إذ قطعت العلاقات مع بكين.

وقالت المفوضية الأوروبية في موقف سياسي رسمي تبنته الكتلة بالإجماع: «سيواصل الاتحاد الأوروبي تقليل التبعيات الحرجة ونقاط الضعف، بما في ذلك سلسلة التوريد وسيتخلص من المخاطر، ويتم تنويع المصادر حيثما كان ذلك ضرورياً ومناسباً»، متابعة: «لا ينوي الاتحاد الأوروبي الانفصال أو الانعطاف إلى الداخل». وتم تصميم نص الاتحاد الأوروبي المكون من ست فقرات بشأن الصين لحماية مصالح الكتلة الاقتصادية الخاصة، ولكن في الوقت نفسه يمنحها مساحة واسعة في القضايا الدبلوماسية.

دعا الاتحاد الصين إلى الضغط على روسيا «لوقف حربها العدوانية، وسحب قواتها فوراً وبشكل كامل وغير مشروط من أوكرانيا». وكانت هناك، أيضاً، كلمات قوية بشأن تايوان، إذ أعربت المفوضية عن القلق بشأن التوترات المتزايدة في مضيق تايوان، ومعارضة أي محاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه.

وقالت فون دير لاين، بعد القمة، إن «تجنب المخاطرة الدبلوماسية أمر محوري في نهج الكتلة». وكان الاتحاد الأوروبي صارماً مع الصين بشأن قضايا مثل روسيا، لكنه في الوقت نفسه ترك القنوات مفتوحة للتجارة والحوار حول مخاوف مثل الاحتباس الحراري. وأوضحت المسؤولة الأوروبية: «الدبلوماسية مهمة، أيضاً، لأننا نريد الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع الصين بشأن القضايا التي نتفق عليها». ولكن كان على الكتلة، أيضاً، أن تقلل من اعتمادها على الصين في ما يخص بعض المواد الخام المهمة، بما في ذلك المواد التي تدخل في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية. وقالت فون دير لاين: «إن التبادل التجاري للاتحاد الأوروبي مع الصين، قد تراجع في السنوات الـ10 الماضية».

وسيتابع التكتل إجراءات جديدة، بما في ذلك (حُراس) ضد ما أسماه أحد الدبلوماسيين (التسرب التكنولوجي)، وتقليل الاعتماد على مواد أساسية، بما في ذلك التي يحتاجها قطاع السيارات الكهربائية. ويُعدّ موقف الاتحاد الأوروبي أكثر ليونة بكثير من موقف الولايات المتحدة، التي تحاول إصلاح العلاقات مع بكين.

وفي غضون ذلك، تبقى التقارير متضاربة حول ما إذا كان بالون تجسس صيني مزعوم قد جمع بيانات فوق الولايات المتحدة قبل إسقاطه في المجال الجوي الأميركي، في فبراير، قد سلط الضوء على تلك الجهود. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يوم الخميس، إن «المنطاد، الذي تقول السلطات الأميركية إنه مصمم للتجسس، لم يجمع بيانات من المجال الجوي الأميركي أثناء رحلته من هاينان إلى ساوث كارولينا».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى