رأي

الإمارات وقمة مجموعة السبع الكبرى

كتبت د. أمل عبدالله الهدابي, في “البيان” :

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفاً دائماً على كافة القمم الدولية الكبرى التي تناقش القضايا العالمية وتسعى إلى وضع استراتيجيات للتعامل معها. ضمن هذا السياق جاءت الدعوة التي وجهتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للمشاركة في أعمال قمة قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7)، ما يُجسد المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً، باعتبارها شريكاً استراتيجياً مهماً لغالبية القوى الدولية الكبرى.

دعوة الإمارات للمشاركة في أعمال هذه القمة هي محصلة طبيعية للدور العالمي المهم الذي أصبحت تلعبه الدولة تحت قيادتها الرشيدة في مختلف القضايا العالمية، ولا سيما تلك التي ناقشتها القمة، بداية من الملف الأوكراني الذي كانت فيه الإمارات الدولة الوحيدة في العالم التي استطاعت أن تحقق فيه اختراقاً مهماً من خلال جهود الوساطة التي قامت بها بين الطرفين المتنازعين والتي أسفرت عن تبادل للأسرى أكثر من مرة بينهما، مروراً بملف الحرب في غزة والتي لا تهدأ الجهود التي تقودها الدولة على المستوى الدبلوماسي من أجل إيقافها وتوفير الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق، وليس انتهاءً بملفي الذكاء الاصطناعي والاستدامة اللذين كانا مطروحين بقوة على جدول أعمال هذه القمة، حيث أصبحت الإمارات لاعباً رئيساً في السباق العالمي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل مسؤول لخدمة مستقبل البشرية، فيما كانت رئاستها لقمة كوب 28 حاسمة في التوصل إلى اتفاق الإمارات التاريخي في نهاية هذه القمة والذي أقر العديد من الالتزامات والتعهدات الرامية للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وهو الاتفاق الذي أشاد به البيان الختامي لقمة مجموعة السبع، ودعا إلى الالتزام بما ورد فيه من تعهدات والتزامات.

هذه الدعوة أيضاً محصلة طبيعية للتطور الكبير الذي شهدته علاقات الإمارات بغالبية أعضاء دول المجموعة التي تضم الولايات المتحدة، واليابان، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وكندا.

فالإمارات هي الشريك التجاري الأهم للولايات المتحدة في المنطقة بحجم تبادل تجاري غير نفطي تجاوز خلال العام 2023 حاجز الـ116 مليار درهم (31.72 مليار دولار) لأول مرة في تاريخه، بنمو نسبته 14.8% مقارنة بعام 2022، وفقاً لبيانات مركز الإحصاء الأمريكي، فيما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي 51 مليار دولار خلال عام 2021.

كما تعد الإمارات الشريك التجاري الأول لليابان من حيث الصادرات والواردات في العالم العربي وتشكل مصدراً لـ42 % من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى اليابان من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهذه المؤشرات وغيرها تضع الإمارات في مكانة الشريك الأهم لكل دول مجموعة السبع الصناعية وغيرها من القوى الدولية الكبرى في العالم.

هذه المكانة الدولية المهمة عكستها أيضاً اللقاءات الجانبية التي عقدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مع العديد من القادة المشاركين والذين كانوا حريصين على الاستماع لوجهات نظر سموه الحكيمة وحريصين على تعزيز علاقات بلادهم مع الإمارات.

مشاركة الإمارات الفاعلة في قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى، وقبل مشاركتها أكثر من مرة في قمة مجموعة العشرين، وانضمامها إلى تكتل «بريكس»، كل ذلك يؤكد فكرة رئيسة وهي أن الإمارات فرضت، بحكمة قيادتها الرشيدة، نفسها كقوة مؤثرة وفاعلة في النظام الدولي الراهن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى