رأي

الإمارات وغزة وقافلة الخير

كتب د. ناجي صادق شراب في صحيفة الخليج.

ارتبطت الإمارات بالشعب الفلسطيني وقضيته منذ اليوم الأول لتأسيسها عام 1971 على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من دعم القضية الفلسطينية أولوية وأحد أهم ثوابت السياسة الإماراتية التي لم تتغير.

ومنذ البداية احتضنت الإمارات الشعب الفلسطيني على أرضها وفتحت له أبواب العمل وأقامت العلاقات السياسية والدبلوماسية وفتح سفارة فلسطينية، كما قدمت كل الدعم المادي والسياسي والدبلوماسي على كافة المستويات. وتواصلت هذه السياسة على الثوابت نفسها في عهد الشيخ خليفة، رحمه الله. كما تعددت صور الدعم للقضية ببناء مدينة الشيخ زايد في غزة. واليوم تسير القيادة الرشيدة للإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على الثوابت نفسها والعمل على تفعيلها وترجمتها في العديد من المواقف والقرارات.

كانت غزة بكل معاناتها ومآسيها في قلب سياسة دولة الإمارات من قبل هذه الحرب. فلم تتوان ولم تتأخر عن محاولة كسر الحصار المفروض على غزة بإرسال العديد من قوافل المساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطيني في غزة. واليوم تبرز هذه السياسة بشكل كبير مع اللحظة الأولى للحرب على غزة، فكانت المنطلقات في كل المستويات المجتمعية والرسمية. فعلى المستوى المجتمعي كانت مبادرة «تراحم من أجل غزة» والتي من خلالها عبّر شعب الإمارات عن دعمه وتضامنه ومساهماته في تقديم المساعدات الإنسانية التي أرسلت للتخفيف من معاناة الشعب. وعلى المستوى الرسمي تعددت المبادرات بتقديم عشرين مليون دولار. ولعل من أبرز المبادرات التي أُطلقت بأوامر من صاحب السمو رئيس الدولة هي المتمثلة في المستشفى الميداني الذي نقلته 11 طائرة إلى مطار العريش ويشتمل على 150 سريراً والعديد من الأقسام الطبية في كافة التخصصات. وهذا المستشفى يتم بناؤه على عدة مراحل ويشكل استجابة سريعة وملحة للنقص في المستشفيات وتعرض حياة الآلاف من الجرحى للموت.

ولا تتوقف حملات الخير عند هذه الحدود بل تغطي العديد من المحاور السياسية والدبلوماسية. فالهدف الأساسي لسياسة الدولة الآن هو العمل على وقف الحرب والوصول إلى هدنة إنسانية من خلال النشاط الدبلوماسي النشط والفاعل في مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية، والمشاركة في لقاءات القمة، كما في مؤتمر السلام الذي عقد في القاهرة. وتنطلق دبلوماسية الإمارات من قناعات سياسية ثابتة، أولاها تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته بوقف الحرب وعدم تهرب الدول الكبرى من تحمل المسؤولية لفرض تسوية سياسية بقيام الدولة الفلسطينية، من خلال العمل الحثيث على إيجاد مسارات إقليمية ودولية عادلة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية.

ولا شك أن تبني منهاج السلام والتعايش والحوار الإنساني يضفي قدراً كبيراً من المصداقية والقبول بالحراك الدبلوماسي والسياسي الذي تمارسه الإمارات.

وتبقى فلسطين وفي قلبها غزة اليوم تحتل حيزاً كبيراً من أولويات دولة الإمارات واهتماماتها، وأن فلسطين تبقى ثابتاً في السياسة الخارجية للدولة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى