الإمارات والطاقة والاستدامة

كتب ابن الديرة في صحيفة الخليج.

النجاحات المتتالية التي تحققها الإمارات في الطاقة المتجددة والمستدامة، باتت نهج عمل الحكومة، وإن بدأت قصتها منذ سنوات طويلة، فقد تجلّت مسألة الحديث علانية منذ الدورة الثالثة للقمة العالمية للحكومات 2015، حين قال آنذاك صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إن الإمارات ستحتفل بتصدير آخر برميل نفط، لأنها ماضية في تطوير قدراتها وخبراتها وتنويعهما في قطاع الطاقة.

ويربط سموه في كل حديث عن النفط بين موضوع الطاقة والعنصر البشري المؤهل القادر على صنع المستقبل الجديد، وقال سموّه أمس، خلال ترؤسه اجتماع مجلس إدارة «أدنوك»: إن رأس المال البشري يُشكل أثمن موارد الدولة، والإمارات مستمرة في التركيز على تنمية رأس المال البشري وتطويره وتمكينه في شتى المجالات.

سموّه ثمّن مضاعفة «أدنوك» قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات، عبر حصتها في شركة مصدر، واتخاذها إجراءات عملية ملموسة لتحقيق أهدافها لعام 2030 لخفض كثافة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25%.

حديث سموه هذا يكمل ما أكده منذ أسابيع قليلة في «كوب 28» الذي عُقد في «إكسبو دبي»، حين قال أمام العالم «أتطلع إلى العمل معاً بروح التضامن الإنساني والمصير العالمي المشترك، من أجل الخروج بنتائج نوعية لحماية كوكبنا من خطر التغير المناخي الذي غدا حاضراً في كل ركن من أركانه. أنظار الشعوب تتجه إلينا وآمالها تتعلق بما سنتفق عليه، ومن حق أولادنا وأحفادنا علينا أن نترك لهم عالماً صالحاً للحياة».

عملاق النفط الإماراتي «أدنوك» تدرك تماماً توجيه قيادة الدولة في التحولات الجديدة التي يشهدها العالم، واعتمد مجلس إدارتها أمس زيادة المبلغ المخصص للاستثمار في مشاريع خفض الانبعاثات والحلول والتقنيات منخفضة الكربون، ليصل إلى 84.4 مليار.

مصادر طاقتنا البديلة والمتجددة باتت ظاهرة للعيان، وإن كان أولها مفاعل «براكة» النووي السلمي، في منطقة الظفرة، وثانيها يقع في مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية الذي يشكل لبنة أخرى من لبنات الطاقة المتجددة. وما تدشين صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الشهر الماضي أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة في العالم، باستثمارات تصل إلى 15.78 مليار درهم، إلا رسالة للعالم بأن الإمارات مثلما كانت رائدة في إنتاج النفط ستكون رائدة في الطاقة البديلة والمتجددة.