رأي

الإمارات وإندونيسيا.. علاقات مميزة

تأتي زيارة الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى دولة الإمارات بناء على دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، استمراراً للعلاقات التاريخية المميزة بين البلدين، وتأكيداً للمضي قدماً في تعزيزها وتطويرها بما يخدم البلدين وشعبيهما بمختلف المجالات في ظل الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمعهما، وفي تحقيق رؤى البلدين نحو التنمية والازدهار المستدام.

ثم إن هذه الزيارة تأتي في إطار سياسة القيادة لتنويع العلاقات والشراكات مع دولة صديقة يربطنا بها الكثير من الجوامع المشتركة سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى الروابط التاريخية والدينية، إذ تعود العلاقات الدبلوماسية إلى عام 1976، ثم افتتاح السفارة الإندونيسية في أبوظبي في أكتوبر/ تشرين الأول 1978، ثم القنصلية العامة في فبراير/ شباط 2003. كما أن علاقاتهما تأخذ منحى مميزاً في العمل المشترك من أجل تعزيز ونشر مفهوم التسامح والسلام في العالم، إذ أصدر البلدان عام 2015 خلال زيارة الرئيس ويدودو للإمارات بياناً مشتركاً يؤكد السلام والأمن والاستقرار في العالم، ونشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتشجيع الحوار بين الأديان لجميع الشعوب. وتقديراً لصداقة الرئيس الإندونيسي المتينة مع دولة الإمارات ولجهوده في توثيق العلاقات معها تم إطلاق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة أبوظبي، وكذلك على أحد مساجدها. كما تم افتتاح مسجد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينة سولو الإندونيسية في نوفمبر/ تشرين الأول 2022، كذلك تم وضع حجر الأساس لكلية محمد بن زايد للدراسات المستقبلية في مدينة يوجياكارت بجزيرة جاوة.

إضافة إلى ذلك تم إطلاق مبادرات اقتصادية وتنموية مشتركة مثل الطاقة المتجددة والصحة والتعليم والشؤون الدينية، والمشاريع الاستثمارية ومكافحة التغيرات المناخية، وإطلاق «تحالف القرم من أجل المناخ».

هذا مجرد وجه واحد من وجوه التعاون بين البلدين، إذ هناك مروحة واسعة من العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية مثل اتفاقية الشراكة الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ في سبتمبر/ أيلول 2923 لتوفير وصول أفضل المنتجات الإماراتية إلى السوق الإندونيسية بما يغطي أكثر من 90 في المئة من خطوط التعريفة الجمركية و94 في المئة من قيمة التجارة مع إندونيسيا، مع بيئة مفتوحة وغير تمييزية للتجارة عبر الحدود مع إندويسيا، وتعزيز الوصول إلى الأسواق لمقدمي الخدمات في دولة الإمارات، وإزالة الحواجز التقنية غير الضرورية للمصدرين الإماراتيين والإندونيسيين.

وانعكست هذه الشراكة بشكل مباشر على تنمية التبادل التجاري بين البلدين وأسهمت في مضاعفته، وعززت عمليات الاستثمار المستقبلية. وفيما وصل إجمالي التجارة البينية إلى 4 مليارات دولار في عام 2021، فقد تجاوز اليوم ال5 مليارات دولار بحيث تشكل التجارة غير النفطية نحو 4 مليارات دولار، كما أن الإمارات تحتل الصدارة من بين دول الشرق الأوسط فيما يخص الاستثمار المباشر في إندونيسيا.

إن لدى دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا الكثير من القواسم المشتركة، وهما يعملان معاً على الدفع بعلاقاتهما الاقتصادية والسياسية والتنموية لترسيخ حضورهما ودورهما على الساحتين الإقليمية والدولية، وتأتي زيارة الرئيس ويدودو في هذا الإطار.

المصدر: الخليج

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى