باسم المرعبي .
خاص رأي سياسي …
عندما نتحدث عن دولة الامارات العربية المتحدة فإننا نتحدث عن معجزة اقتصادية ظهرت نتيجة ارادة وعزم وإخلاص، فما تشهده الامارات من اعمار وازدهار ليس وليد ساعته، بل هو مخطط ومبرمج يتم السير عليه منذ تأسيس الدولة في العام 1971 من خلال رؤية مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، الذي كان هدفه الأساسي انشاء بلد متحد قوي ومعتدل، وبالفعل خلال نصف قرن تُرجمت أحلامه الى واقع ، وباتت الامارات تمثل نموذجا مهما يجب تدريسه، بعدما أصبحت وبسرعة قياسية مركزا عالميا متطورا .
لذلك فالإمارات ليست دولة إقليمية ناجحة فقط ، بل هي منصة دولية ترتكز عليها كافة دول العالم، نتيجة تبنيها الخطط الاقتصادية المتعددة وفقا لمنهج التنمية الشاملة المستدامة، وبالتوازي فهي تحرص على العمل لارتقاء المواطن الى مستوى علمي حديث ايا كانت جنسيته، ليكون قادرا على مواكبة متطلبات سوق العمل وتعزيز تكنولوجيا ومشروعات ريادة الاعمال القائمة على المعرفة، من خلال تقديم كل التسهيلات الممكنة لكافة الشركات والمؤسسات والصناعة التي تهتم بكل المجالات، وتبنيها استراتيجية وتنويع هيكل الاقتصاد وعدم الاعتماد فقط على النفط والغاز.
رجل السلام والقائد العظيم
من هنا فان كلمة مستحيل غير موجودة في قاموس قادة الدولة مع الخلق المستمر لخطط مدروسة تنفذ وفقا لحكم رشيد.
بقيادة رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد الذي يعتبر قدوة لشعبه ، ويطلق عليه رجل السلام من خلال روح المحبة والتسامح والامل التي يتمتع بها ،واضعا كل امكاناته في خدمة وطنه الذي اصبح من ارقى الدول عالميا.
كما انه يحرص كل الحرص لتوفير الراحة والسلام والامن والامان الى كل المواطنين في الدولة ، سواء ابناء الامارات او الوافدين اليها ، من خلال تحسين وضعهم المعيشي، وتوفير جميع متطلباتهم وخدماتهم، لذلك فهو مثال القائد العظيم.
فدولة الامارات التي وصفت بجوهرة الشرق الأوسط اقتصاديا، حققت إنجازات ضخمة في عدد كبير من الصناعات بفعل توافر الإرادة السياسية والعزم من قبل قادتها، كما انها باتت وجهة سياحية عالمية تستقطب جميع شعوب العالم للاستمتاع برفاهية العيش وتنوعه، بعدما تحولت من بلد صحرواي الى بلد يحتوي على اهم واكبر المنتجعات السياحية وناطحات السحاب.
كما ان الامارات تعتبر ركيزة أساسية في تحقيق الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من خلال سياسة النأي عن الصراعات والخلافات والأزمات، انطلاقا من الفلسفة التي تعتمدها من ان السلام هو اقل تكلفة من الحروب، التي تؤدي دوما الى الدمار والخراب.
ومواصفات مثل هكذا دولة تشكل حلما حقيقيا لكل مواطن للاستقرار بها، واللافت ان ازدهارها ساهم فيه أبناء البلد والوافدين اليه، الذين يبذلون جهودهم من خلال اخلاصهم للدولة المضيفة للارتقاء بها من اجل الوصول الى القمة ، لذلك فان سر النجاح حسب ما يجمع عليه كل من يعيش ويقيم على ارض دولة الامارات العربية هو الإخلاص في العمل والاندماج الحتمي بالمجتمع، فالوافد يشعر بانه ابن الدولة، وهو يتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن الاماراتي ، فالإخلاص هو الركيزة الأساسية والنشيد الوطني الاماراتي يؤكد على هذا الامر.
فالإمارات أيضا تعتبر دولة نموذجية عالميا على صعيد المساعدات الإنسانية والعمل الإنساني من حيث العطاء، كما انها تشكل نموذجا للتسامح والانفتاح بين كافة الثقافات والحضارات باعتبار ان التعايش واجب، فاكبر دليل على روح التسامح والتلاقي لهذه الدولة ونتيجة تعزيز قيم التعاون والاخاء استضافت الامارات اكبر حدث انساني عالمي بتوقيع وثيقة الاخوة الإنسانية في العام 2019 بين شيخ الازهر الشريف الامام الأكبر الدكتور احمد الطيب والبابا فرنسيس الثاني.
لذلك فان الامارات من خلال رؤيتها الحكيمة وخططها المدروسة باتت قدوة للدول المجاورة لا سيما في ظل وجود الإمكانيات المتاحة.
فطموح الدولة لا يقف عند أي حدود، والاحلام لا تتحقق الا بالإصرار والعزم ، واخر ما سطرته من انجازات هو وصول رائد الفضاء الاماراتي سلطان النيادي الذي أصبح اول عربي يسير في الفضاء، وهو ارسل من خلال اتصال مرئي رسالة شكر وتقدير الى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واعتبر فيها ان وصول بلاده إلى الفضاء، هو ثمرة مسيرة بدأت برؤية الشيخ محمد وتحققت بفضله وبفضل رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، مشيرا الى ان ما حققه جاء بفضل حكمة ودعم قادة بلاده.
لذلك فان ما قامت به الامارات في هذا السياق يعتبر البداية، لان طموح الدولة هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ بحلول سنة 2117 , وبالفعل فقد وظّفت دبي منذ 6 اعوام مهندسين وتقنيين بدأوا العمل على تصوّر كيف يمكن أن تُبنى مدينة على الكوكب الأحمر.
اما على صعيد علاقات الامارات مع دول الخليج فهي مميزة، باعتبارها جزء اساسي من مجلس التعاون الخليجي، كما ان هناك تنسيق مستمر فيما بينهم، بصفتها دولة اقتصادية بامتياز وعلى أساس البرنامج الاقتصادي لها يتم تخطيط سياساتها، واي بلد ناجح يكون الاقتصاد اهم شيء بالنسبة له، فالاقتصاد القوي أساس قوة البلاد .
اما على صعيد علاقة الامارات بلبنان، فان جميع المسؤولين الاماراتيين يعترفون بفضل اللبنانيين ببناء واعمار دولتهم، ووضع خبراتهم في كافة المجالات بخدمة الدولة الإماراتية حتى قبل تأسيسها، لذلك لديهم حب كبير للبنان وامتنان له ولشعبه، ودائما يقومون باحتضان كل اللبنانيين الذين لهم معاملة مميزة لدى الدولة، كما انها تعاملت مع لبنان بطريقة مختلفة عندما اتخذت دول مجلس التعاون قرارا بوقف العلاقات معه وسحب السفراء، فهي رفضت السير بهذا القرار واستمرت بالوقوف الى جانبه.
كما كانت دائما السباقة دائما بتقديم المساعدات له، و فور حصول انفجار المرفأ سارعت وبعد ساعات قليلة لأرسال طائرات المساعدات الإنسانية، كذلك الامر اثناء ازمة كورونا حيث كان للجالية اللبنانية عناية خاصة في عملية الجلاء، فالعلاقة التاريخية التي تربط البلدين تبقى هي الركيزة بالنسبة الى دولة الامارات المستعدة دوما لتقديم كل الدعم للبنان.
وفي الختام، فان الأكيد ان الإنجازات التي ستسجل في سجل الامارات الذهبي العريق، ستكون اكبر بكثير من التوقعات طالما ان الإرادة والعزم والإخلاص هم قاعدة الانطلاق..