رأي

الإمارات.. خط أحمر

عندما نتحدث عن دولة الإمارات، أو ما يتصل بأمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، فإن تعبير «خط أحمر»، لا يكفي للتعبير عما يجول في الخاطر، فهو «خط» بكل الألوان، والأشكال، أياً كان من يخطه أو يخطط له، أو حتى تضمره نفسه.

بالأمس، وعلى غير اعتيادنا على طبيعة أخبار بلادنا التنموية الساعية دائماً لبناء جسور الشراكات والتواصل مع العالم، ومساعداتها التي تجول الأرض بحثاً عن كل شقيق وصديق محتاج أو مكلوم، كشف لنا جهاز أمن الدولة عن محاولة خبيثة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، عبر أحد مطاراتنا، دون أدنى احترام لسيادة بلادنا وحرمة أراضيها.
الصادم في الأمر أن الخلية المتورطة في القضية من قيادات الجيش السوداني، والمخابرات ورجال أعمال سودانيين، حاولوا بطريقة خادعة تمرير الذخائر داخل طائرة خاصة مدعين رسمياً أنها تحمل شحنة أدوات طبية.
هذه المحاولة الآثمة، التي ليس لها طريق إلا تأجيج الحرب المشتعلة في السودان لم تحترم الأصول التي تحكم علاقات الدول، وغير مكترثة بأن مثل هذا العمل يعد إخلالاً جسيماً بأمن بلادنا، يجعل أرضها مسرحاً لأنشطة اتجار غير مشروع في العتاد العسكري الموجّه إلى دولة تعاني اقتتالاً داخلياً، فضلاً عما تنطوي عليه من ارتكاب جرائم جنائية معاقب عليها قانونياً.
هذه الصفقة المشبوهة، لم تراع مطلقاً، حجم التوتر الذي أحدثته القوات المسلحة السودانية التي ادعت أمام محكمة العدل الدولية، في لاهاي، على دولة الإمارات تتهمها فيها دون أي أساس قانوني أو مستند بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في ما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع غرب دارفور.
في هذه القضية، وإزاء ما تكشف بالأمس عن «الطائرة المشبوهة» فإن لجنة الخبراء الأممية التابعة للأمم المتحدة، دحضت المزاعم التي أطلقها الجيش السوداني ضد دولة الإمارات، إذ لم يتضمن أية استنتاجات تشير إلى ضلوعها في النزاع، وهو ما تؤكده الإمارات بكل شفافية، حيث ظلت على الدوام سنداً داعماً للشعب السوداني، عبر تقديم المساعدات الإنسانية وبذل الجهود الدبلوماسية المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار.
الجيش السوداني، الذي يتناسى أنه ابن السودان، أصبح اليوم وأمام العالم أجمع مكشوف الغطاء، بعد أن راح يحاول أن يتهم كل حر شريف بما يجول بخاطره من تهم، عبر إلصاق تهم واهية ببلادنا، لتشتيت الانتباه عن النزاع الكارثي الذي يدور في بلاده ومسؤوليته تجاهها.
الإمارات كانت وما زالت وستبقى مع الشعب السوداني الشقيق، في محنته وشدائده التي يمر بها، وهي لا تقابل الإحسان إلا بالأحسن، ولا تلتفت إلى صغائر الأمور، وهي التي تتجاوز عن كل صغيرة، لتبقى كبيرة كما هي. كيف لا، وقد قابلنا محاولات الحوثي شن هجماته على بلادنا عام 2022 مستهدفاً منشآت مدنية، بتسمية ذلك «يوم النخوة»، نعم هي نخوتنا التي لا نحيد عنها مع الأشقاء والأصدقاء.

المصدر: الخليج

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى