رأي

الإمارات.. ثقافة دولة ونخوة قيادة

كتب يوسف أبو لوز في صحيفة الخليج.

الغوث والعطاء ومروءة الأُخوّة ونُبل النفس، قيم وأخلاقيات إماراتية لا تحتاج إلى إعلان أو ترويج لأنها ثقافة دولة ونخوة قيادة وروحية شعب تَرَبّى على شهامة أجداده وآبائه في بلد نقيّ الأصول والجذور والفروع منذ فرسان الإمارات الأوائل وإلى اليوم عبر سيرة كريمة يعرفها القاصي والدّاني في العالم كلّه.

الشهامة لا تحتاج إلى شاعر لكي يزيد من معناها الأخلاقي العظيم، وكرم الرّوح واليد والقلب لا يحتاج إلى ناثر أو صحفي أو كاتب لأن ضوء الشمس أكبر من اللغة، وهذه شمس الإمارات وهذا اسمها العربي الإسلامي الإنساني في غزة، ولبنان، والسودان، وسوريا، والصومال، وباكستان، وفي أي مكان في العالم يحتاج فيه الإنسان إلى أخيه الإنسان.
لن يحتاج الكاتب أو المعلّق أو الصحفي إلى أرقام إحصائية للقوافل وأطنان المساعدات الطبية والإغاثية والإيوائية لأن الإمارات لا تقدم كشوفات وجداول للعالم، بل تكرّس ثقافة، وتعزز مبادئ وقيماً وأخلاقيات وهذه تدخل في إطار المعاني السامية التي لا تحيط بها أرقام أو إحصائيات.

الإمارات هناك دائماً. هناك عند الأخ والشقيق والصديق. الإمارات هناك عند العربي وغير العربي، عند الشرقي والغربي.

أطلقت الإمارات، منذ سنوات، أكثر من عملية إغاثة لدول وشعوب تقع تحت خط النزاعات المسلحة أو تعرّضت لكوارث طبيعية أو بيئية، غير أن هذه العمليات قد زادت وتوسعت وأخذت أشكالاً لوجستية وفنية أكثر سرعة وأكثر حداثة في السنوات الأخيرة.
إن أكثر وأسرع هذه العمليات الإغاثية الإماراتية موجّه وبانتظام إلى بلدان عربية شقيقة بحكم الظروف الصعبة التي تمر بها هذه البلدان، وتأخذ هذه المبادرات النبيلة طريقها إلى الأماكن المُغاثَة عبر فضاءات دولية جوية وبرّية وبتدبير إداري تقوم عليه فرق عمل إماراتية وعربية شابة دقيقة التنفيذ، وسريعة الأداء بخاصة في ما يتعلق بالمواد الطبية والصحية التي تأخذ صيغة عاجلة دائماً.
تسارع الإمارات إلى تطبيق ثقافتها الإنسانية الإغاثية استناداً إلى فكر الدولة وروح القيادة التي هي روح الاتحاد، وكل ذلك من دون حسابات أو اعتبارات أو انتظارات من أي نوع؛ ذلك أن الفكرة النبيلة هي التي تحرّك كل هذه المبادرات الموجّهة إلى العرب والعالم كلّه، وفي سياق إنساني أولاً وأخيراً يتجاوز دائماً ما هو سياسي أو إيديولوجي أو نفعي إلى الإنسان العادي البسيط في أقصى درجات فرحه العفوي بالحياة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى