الإمارات تدين بشدة وتطالب بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين
مجزرة إسرائيلية مروعة تستهدف آلاف الجياع في غزة
دانت دولة الإمارات بشدة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي تجمعاً لآلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة كانوا ينتظرون إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية إليهم، ما أسفر عن قتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء، وطالبت بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين، محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة.
وأعربت وزارة الخارجية في بيان لها عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء. وشددت على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار. كما جددت الوزارة التأكيد على موقف دولة الإمارات الداعي إلى أهمية توفير الحماية للمدنيين الأبرياء، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع بشكل عاجل ومستدام وبلا عوائق، وأهمية التنفيذ الكامل والعاجل لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2712 و2720. وحذرت وزارة الخارجية من استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، وشددت على ضرورة منع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار، ودعت المجتمع الدولي إلى تعزيز كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
يأتي ذلك، بينما قتل 112 فلسطينياً على الأقل وأصيب المئات برصاص القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية دوار النابلسي بشارع الرشيد في شمال غرب غزة، وبينما تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 30 ألفاً منذ بدء الحرب، توالت الإدانات المنددة بالجريمة البشعة التي ارتكبت ضد المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات، ووصفها البيت الأبيض بأنها «حادث خطِر»، مشيراً إلى أنه يتحقق من الروايات المتضاربة لديه، في وقت تحدثت منظمات الأمم المتحدة عن أن الحياة في قطاع غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وذكرت منظمة «أوكسفام» الخيرية أن خطر الإبادة الجماعية في غزة بات حقيقة، في حين استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما جرى خلال عملية تسليم المساعدات في شمال غزة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: «حصيلة مجزرة شارع الرشيد ارتفعت إلى 112 قتيلاً و760 مصاباً برصاص الجيش الإسرائيلي الذي استهدف تجمع المواطنين الذين حاولوا الحصول على الطعام أثناء وصول شاحنات المساعدات المحملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة». وبحسب شاهد عيان، وقع الحادث عند دوار النابلسي في غرب مدينة غزة لدى «اندفاع» العديد من الفلسطينيين، سعياً للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل إلى منطقتهم منذ بدء الحرب. وادعت مصادر إسرائيلية أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على حشود في قطاع غزة اقتربوا من شاحنات مساعدات إنسانية بعدما شعروا ب«تهديد». وزعم متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن المؤشرات الأولية تفيد بأن الوفيات نتجت عن اندفاع سائقي توصيل المساعدات وسط الحشد المتزايد. وتابع: «من الواضح أنها مأساة لكننا لسنا متأكدين من التفاصيل بعد». لكن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وصف الجنود الإسرائيليين الذي أطلقوا النار على مدنيين في غزة، ب«الأبطال» ودعا إلى وقف المساعدات.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة تتحقق من «الروايتين المتضاربتين» عن إطلاق نار وقع عند نقطة توزيع مساعدات في غزة، مضيفاً أن من شأن ما حصل أن يعقّد مفاوضات وقف إطلاق النار. وكان البيت الأبيض قال إنه يبحث في تقارير عن إطلاق إسرائيل النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات قرب مدينة غزة، واصفاً ذلك بأنه «حادث خطِر».
وأعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أنّ «الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب»، معلّقاً على سقوط عدد كبير من القتلى خلال عملية توزيع مساعدات إنسانية في مدينة غزة. وكتب غريفيث على منصة «إكس»: «أنا غاضب من التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة مئات الأشخاص خلال عملية تسليم مساعدات إنسانية في غرب مدينة غزة أمس». وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، إنه «لا يوجد ما يكفي من علف الحيوانات ليأكله الناس في شمال غزة». وأضاف لازاريني أن «هناك مجاعة من صنع الإنسان تلوح في الأفق»، مؤكداً أنه «يتم منع المساعدات من الوصول للشمال بدل أن تزداد، حيث قل عدد الشاحنات الداخلة إلى غزة للنصف خلال شهر فبراير». وقالت منظمة أوكسفام: نشعر بالصدمة إزاء التقارير التي تفيد بمقتل العشرات في غزة أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية. وأكدت تعمد إسرائيل استهداف المدنيين بعد تجويعهم، مؤكدة أنه انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية الدولية.