الإحباط في المدرسة البريطانية!
![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2023/10/816072014041539.png)
كتب محمد النغيمش في صحيفة الشرق الأوسط.
يقول معلم بريطاني إن سلم درجات الطلبة الأميركي (A,B,C,D) مبالغ فيه فهو يعطي الطالب شعوراً «بالزهو» والتشجيع، لكنه يقودك في نهاية المطاف إلى الثقة المفرطة بالنفس over-confidence. فضلاً عن أنه تقييم غير واقعي لقدرات الفرد! أما في بريطانيا وأوروبا، كما يقول، فإن نظام الدرجات أكثر نقدية critical الأمر الذي قد يثبط من عزيمة البعض disheartening حسب قول «مارتن بيت» في مقال له في إحدى المدونات.
ولذلك لا يمكن تخطي عتبة النجاح ما لم تحصل على نسبة 40 في المائة «المنجية». أما سقف التفوق (70 في المائة فأكثر) فهو نادر الحدوث، وبلوغ 90 في المائة التي يتمتع بها الأميركيون ومن لف لفهم بنيل الامتياز (A) فهو يكاد يكون مستحيلاً. ليس ذلك فحسب، بل يتعمد النظام التعليمي البريطاني تخفيض سقف درجات الطلبة بحيث يصبح من النادر اختراق المتفوق حاجز 70 في المائة، التي تعد مرتبة شرف عليا.
أما الطامة الكبرى فإن هذا المعلم الذي يعرف نفسه كمراقب اختبارات، يعترف صراحة بقوله: «أتوقع من زملائي الأكاديميين أن يقدموا اختبارات وواجبات منزلية ينتج عنها معدل أداء يتراوح بين 55 إلى 65 في المائة واحتمالية سقوط شخصين على سبيل المثال. ويفترض ألا تنال سوى نسبة ضئيلة معدل 70 في المائة (متفوقين)». ويضيف: «إذا ما كان هناك درجات مرتفعة جداً، فإن أحداً من المسؤولين سوف يوجه ذلك المحاضر أو المعلم بأن يزيد من درجة صعوبة الاختبارات»!
وقال إن معظم القادمين الجدد من النظام الأميركي وحول العالم يقعون في فخ المبالغة في منح الطلبة درجات على غرار النظام الأميركي المرن أو المشجع. ليس ذلك، فحسب بل إنه كشف بأنهم يتعمدون وضع اختبارات يحتاج فيها أفضل الطلبة إلى كل الوقت المتاح حتى يجيب عن كل الأسئلة في حين يجد التلاميذ الأضعف مستوى صعوبة بالغة في الإجابة عن جميع الأسئلة! وفي حين يعد منحنى رفع الدرجات curve أمراً معتاداً في النظام الأميركي إلا أنه ليس متوقعاً في النظام البريطاني.
في ثنايا هذا الاعتراف وجدت إجابات لاعترافات عدد من الأصدقاء البريطانيين بأن الثقافة السائدة لديهم لا تدفعهم للمبالغة في تقدير ذاتهم وقدراتهم. ويبدو أنها عائدة إلى ما يجري داخل أسوار المدرسة. وهذا ما رأيته بنفسي. فتجد أن المعلم أو البروفسور يتعمد وضع أسئلة تعجيزية في بريطانيا حتى يقنع الطالب بأن رحلة التعلم أمامك… ما زالت طويلة!