الأوكرانيون قلقون من داعميهم الغربيين الذين سئموا من الحرب”
ذكرت صحيفة ” فورين بوليسي ” في تقرير، أنّ “أحد الأسئلة الاستراتيجية الكبيرة، مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، هو ما إذا كان الأميركيون وحلفاؤهم قد سئموا من الحرب أم لا”. وأضافت أنّ “هناك تقارير إعلامية عن مسؤولين أميركيين كبار لم تُذكر أسماءهم، يحذّرون كييف من هذا القلق، فيما الأوكرانيون قلقون أيضاً من أنّ داعميهم الغربيين قد سئموا من الحرب”.
وتابعت الصحيفة أنّ “ذلك الواقع كان سبباً رئيسياً وراء سفر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن في كانون الأول/ديسمبر الفائت، تاركاً بلاده لأول مرة منذ بدء الحرب”. وفي السياق، أشارت “فورين بوليسي” إلى أنّ “الكثير من القلق بشأن معاناة الولايات المتحدة من إرهاق الحرب، ينبع من سلسلة من استطلاعات الرأي للناخبين الأميركيين التي وجدت تراجع الدعم الشعبي لأوكرانيا”.
وبحسب الصحيفة، فقد وجدت استطلاعات منفصلة أجرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” ومجلس شيكاغو للشؤون العالمية ومؤسسة ومعهد رونالد ريغان الرئاسي، أنّ “أقلية متزايدة – خاصة بين الجمهوريين – تعتقد أن الولايات المتحدة تقدم الكثير من المساعدات، وأنّ الحرب كانت تكلف الولايات المتحدة الكثير”.
لكن وبالرغم من ذلك، فإنّه “من المرجّح أن يستمر الدعم السياسي لأوكرانيا، إذ لا يزال الكثير من القادة الجمهوريين يدعمون المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حتى لو كانوا يريدون زيادة الرقابة على كيفية إنفاق هذه الأموال”. وأضافت الصحيفة أنّ “السياسة الخارجية الأميركية، نادراً ما اتّبعت استطلاعات الرأي بشكل مثالي”.
وكان أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد شيكاغو للشؤون الدولية، في وقتٍ سابق، تراجعاً ملحوظاً في التأييد الشعبي الأميركي لدعم أوكرانيا عسكرياً، في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي بدأت في أواخر شباط/فبراير الماضي. ويؤكد نصف المواطنين الأميركيين تقريباً، ضرورة أن تقوم واشنطن بإقناع كييف من أجل إجراء محادثات سلام مع روسيا، وفقاً للمسح ذاته.
وأوضح استطلاع الرأي، مدى الانقسام في الرأي بين الأميركيين حول مدى توفير واشنطن للدعم اللازم لأوكرانيا إلى جانب مساعي الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب في أقرب وقت ممكن.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ذكرت وسائل الإعلام أنّ عدد الأميركيين الذين اعتبروا المساعدة الأميركية لأوكرانيا مبالغاً فيها قد ارتفع من 6% في آذار/مارس إلى 30% في تشرين الأول/أكتوبر. وفي وقت سابق، كشف استطلاع رأي جديد رغبة نسبة كبيرة من الأميركيين من كِلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، في أن يكون للولايات المتحدة سياسة خارجية عسكرية أقل تدخلاً.