رأي

الأوقاف وثلاثية جوران

كتبت د. منى حطيحط الشريف في صحيفة الرياض :

شهدت المملكة العربية السعودية مشهداً عظيماً قائماً من عهد الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إلى وقتنا الحاضر عقوداً من التكافل الاجتماعي والمحبة المتبادلة بين الفقراء والأغنياء.

وجاءت رؤية مملكتنا الطموحة (2030) بقيادة مهندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لتكون الداعم الرئيس لقطاع الأوقاف في المملكة واستكمال نموذج التكافل الاجتماعي المحمدي، كما تكفل للمجتمع الطمأنينة والراحة النفسية، والسعادة الروحية، والقناعة، والرضا.

ودور الهيئة العامة للأوقاف المحافظة على الأوقاف وتطويرها وتنميتها وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتفعيل التكافل الاجتماعي وفقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية والأنظمة.

الأوقاف تعد من المؤسسات المالية ولابد من إدارة الأوقاف اتخاذ منهج إداري يشمل التخطيط والرقابة والتحسين لتحقيق جوهر الأوقاف وهو حبس الأصل وتسبيل المنفعة، هذا يدعونا نحن المختصين في الإدارة المالية بدمج النظريات العلمية الحديثة والأوقاف بهدف تطوير الإدارة الوقفية. ‏وتهدف هذه النظريات الحديثة إلى وجود سيولة مالية وهي المحرك الأساسي في الأهداف المرجوة من الأوقاف وهو مساعدة الفقراء مادياً وتنمية المجتمعات الإسلامية، وأيضاً لصيانة تلك الأوقاف والمحافظة عليها، وتطويرها. ومن أجل ذلك ‏أرى أن ‏من الأفضل للإدارات الوقفية أو نظار الأوقاف أو الهيئة العامة للأوقاف ‏ضبط الجودة لإدارة الأوقاف.

ومن نظريات ضبط الجودة ثلاثية جوران تتم أولاً بتخطيط الجودة كتحديد المستفيدين واحتياجاتهم وتوقعاتهم، تطوير نوعية المنتج أو الخدمة، اتخاذ القرارات اللازمة لإشباع الاحتياجات والتوقعات للمستفيدين، حصر الإمكانات البشرية والمادية اللازمة لتقديم الخدمة.

ثانياً، مراقبة الجودة مثل التركيز على وحدات القياس وتكرار عمليات المراقبة، اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة للسيطرة على العمليات لتحقيق متطلبات المستفيدين، التقويم الفعلي للمنتجات ومطابقتها للمواصفات التي يرغب فيها المستفيد، حل المشكلات التي تكشف عنها عملية التقويم. ثالثاً، تحسين الجودة بتركيز على وضع الآليات المساندة لاستمرار الجودة من خلال: توزيع الموارد، تكليف الأفراد بمتابعة الجودة وتوفير التدريب اللازم لهم.

‏فكلما مرت السنوات زادت الحاجة إلى تطوير المنهجية المتبعة في إدارة الأوقاف، لكيلا يضمر هذا التكافل الاجتماعي، ‏وقد نمر على مشهد تاريخي وهو عين زبيدة بمكة المكرمة وهي من الأوقاف العظيمة التي كانت تخدم الحجاج، ومع السنوات زادت الحاجة إلى تطويرها والاعتناء بها. ما زالت الأبحاث والدراسات مستمرة لإنهاض عين زبيدة؛ فــ «دارة الملك عبد العزيز» تنسق في دراساتها مع عدة جهات ذات علاقة بالثروة المائية في منطقة مكة المكرمة، منها مركز المياه ومشروع مياه عين زبيدة، ومصلحة المياه بمكة، ومحطة تحلية المياه بالشعيبة، ومصنع مبرة خادم الحرمين الشريفين؛ وذلك بغرض الحصول على نسخ من الوثائق وكافة المعلومات الخاصة بعين زبيدة ومشروعات ترميمها وصيانتها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى