![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2023/08/10800.jpg)
لينا الحصري زيلع
خاص-رأي سياسي
على الرغم من تخفيف وطأة تداعيات بيان السفارة السعودية الأخير فيما يتعلق بدعوة المملكة مواطنيها مغادرة لبنان ، باعتبار ان الدعوة أتت على خلفية احداث مخيم عين الحلوة، حسب ما اعلن امس سفير المملكة وليد البخاري، الذي اكد حرص بلاده على مواطنيها أينما وجدوا، إضافة الى انحسار احداث عين الحلوة، استمر هذا الحدث محور متابعة من قبل المسؤولين اللبنانيين، خصوصا ان بيان السفارة السعودية الذي صدر ليل الجمعة- السبت الماضي تلاه بيانات مماثلة من قبل عدد من سفارات دول عربية واجنبية.
علما ان كل التجارب التي مرت على لبنان خلال العقود الماضية، اثبتت ان الدول العربية هي رئة لبنان الذي يتنفس منها، ومصلحته تقتضي العمل على ان يكون لديه افضل العلاقات مع اشقائه العرب، الذين وقفوا الى جانبه في احلك الظروف، وقدموا له كل الدعم والمساعدة، لذلك المطلوب من جميع اللبنانيين لاي فئة انتموا، التحلي بروح المسؤولية ووقف استعمال لبنان منصة لأطلاق المواقف، التي تؤدي الى تخريب العلاقات اللبنانية –العربية، خصوصا ان هناك مئات الاف من اللبنانيين يعملون في دول مجلس التعاون الخليجي التي تعد مصدر رزق اساسي لهم ولعائلاتهم.
موقع “راي سياسي” سأل وزير الدفاع العميد موريس سليم عن الوضع الأمني، فأكد ان قيادة الجيش تقوم بدورها على اكمل وجه في موضوع حفظ الامن والاستقرار، كما اعلن انه لن يكون هناك فراغ في المؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة.
من ناحيته، اعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية الدكتور فادي علامة عبر موقعنا، ان اللجنة تتابع اخر التطورات والمستجدات التي أدت الى صدور البيانات التحذيرية من قبل عدد من السفارات، مشيرا الى ان التواصل مستمر مع وزارة الخارجية التي تتابع هذا الموضوع مع رئيس الحكومة، من خلال الاتصالات التي يجريها مع البعثات الخارجية، معتبرا ان الأوضاع الأمنية ممسوكة من حيث المبدأ ، لانها محصورة في مكان محدد، ولا يجوز ان يؤثر الحدث الأمني في مخيم عين الحلوة بحصول إشكالات في مناطق أخرى.
ولفت الى ان الرئيس ميقاتي والحكومة حاولوا إعطاء أجواء من الاطمئنان خلال الاتصالات التي أجريت ، خصوصا ان الاحداث بقيت محصورة داخل المخيمات، كما ان الامور متجهة نحو الحل.
و اعتبر النائب علامة انه كان هناك نوع من تضخيم الاحداث، من خلال بعض التحاليل التي لا تخدم الداخل اللبناني، كما انها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هكذا تطور داخل المخيمات الفلسطينية، ولكن المفارقة حاليا هو توقيت هذا الانفجار الأمني، الذي تزامن مع وجود عدد كبير من المغتربين اللبنانيين مما ادى الى خلق بعض القلق، املا بان تكون الأمور قد باتت واضحة كي لا يتأثر موسم الصيف وبالتالي حركة الزوار.
ودعا الدكتور علامة الاشقاء العرب الى المجيء الى لبنان، ولفت الى ان هناك الكثير من الفاعليات الاقتصادية والمصرفية تقام حاليا في بيروت بمشاركة وفود عربية ورجال اعمال، معتبرا ان الدول العربية كانت وستبقى تقف دائما الى جانب لبنان مهما كانت الظروف.
من جهة ثانية، رات مصادر سياسية بارزة ان التدابير التي تم اتخاذها من قبل بعض السفارات، طبيعية وضرورية لرفع المسؤولية عنهم، في حال تطورت الاحداث وادت الى خطر على حياة مواطنيهم.
وتخوفت المصادر من تصعيد اقليمي قد يحصل في الأيام المقبلة ، حيث ان العلاقات السعودية-الايرانية والكويتية –الإيرانية ليست على ما يرام ، كما ان المفاوضات السعودية -الإيرانية تعقدت ولم يتم فتح السفارة السعودية في طهران حسب ما كان متوقعا، كما ان هناك معلومات تشير عن محاولات خطف لعدد من رعايا دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان لم يتم الإعلان عنها.
ولفتت المصادر الى إمكانية ان تنعكس التعقيدات الإقليمية سلبا على الداخل اللبناني، وبالتالي استبعاد ايجاد حل للشغور الرئاسي، لا سيما في ضوء إصرار الثنائي الشيعي التمسك بمرشحه، مع استمرار الكباش والصراع للسيطرة على السلطة في غياب القيام بإصلاحات جدية، واعتبرت المصادر انه اذا لم يتراجع “حزب الله” عن مواقفه، قد نذهب الى الأوضاع اكثر سوداوية ،خصوصا بعد ارتفاع معنويات الحزب مع استمالة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.