![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2023/04/WhatsApp-Image-2023-04-26-at-09.32.29-780x470.jpeg)
حسين زلغوط .
خاص رأي سياسي..
في الوقت الذي يشهد فيه الاستحقاق الرئاسي حالة من الجمود على المستوى الداخلي حيث ان مختلف قنوات التواصل بهذا الخصوص مسدودة على عكس ما يجري في الخارج من مساعي لاحداث خرق في جدار هذه الازمة جاءت زيارة وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت اليوم لتحرك المياه السياسية الراكدة ولترسم بعض الخطوط العريضة في معالم المرحلة المقبلة سيما وانها تأتي في خضم بدء كل من ايران والمملكة العربية السعودية في تنفيذ الية التفاهم الذي وقع بين الجانبين في الصين .
صحيح ان الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية سيطلعون من المسؤول الايراني الذي سيبقى في لبنان على مدى يومين على اجواء ما تشهده المنطقة من حركة باتجاه تبريد الساحات الساخنة وطي الملفات الخلافية بين بعض الدول في المنطقة وما يمكن ان يستفيد منه لبنان في سبيل معالجة ازمته السياسية وما يتفرع عنها من ازمات اقتصادية ومعيشية ، غير ان الاهم في هذه الزيارة ما يحمله الوزير عبد اللهيان في جعبته الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي سيكون له الحصة الاكبر من الوقت ، ان كان على مستوى التفاهم الايراني- السعودي، او على مستوى ما يجري في فلسطين، وبالتأكيد فان الوضع اللبناني سيكون طبقا رئيسيا على طاولة البحث من بوابة الاستحقاق الرئاسي حيث سيكون لايران دورا في حياكة اي تسوية للمنطقة بشكل عام وايضا في ما خص الاستحقاق الرئاسي حيث يرصد تنسيق وتبادل افكار بعيدا عن الانظار بهذا الخصوص بين باريس وطهران .
وفق المعطيات فإن المسؤول الايراني لا يحمل اي مبادرة حول الملف الرئاسي بشكل مباشر غير انه لن يتوانى خلال لقاءاته المسؤولين في لبنان في الاعراب عن استعداد بلاده تقديم المساعدة لاخراج هذا الملف من عنق الازمة ، سيما وان اعادة وصل ما انقطع بين الجمهورية الاسلامية والمملكة العربية السعودية تعطي طهران حرية حركة اضافية للعب دور في اعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة خصوصا وانها تملك نفوذا في اكثر من مكان تجعلها قادرة على ان تكون فاعلة ومؤثرة لا بل ومشاركة في انضاج اي تسوية ليس في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وحسب بل على مستوى ملفات المنطقة بشكل عام.
واذا كان من الصعب تحديد ما يمكن ان تخرج به زيارة عبد اللهيان الى بيروت من نتائج في وقت سريع ، فانه حتما سيكون لهذه الزيارة تداعيات خصوصا من الذين بدأوا في الاونة الاخيرة في اطلاق الرصاص السياسي الطائش الذي تجاوز حدود لبنان حيث استقرت بعض الرصاصات في جدار قصر الاليزيه بعد ان وصل الامر بهؤلاء الى اتهام فرنسا بابرام صفقات مع “حزب الله” في دلالة واضحة على تأذيهم من الرياح الايجابية التي بدأت تلفح المنطقة ومنها لبنان ، والتي تشعرهم بأنهم سيكونوا خارج المعادلة في حال بقيت مراكبهم تبحر عكس هذه الرياح ، وبالتأكيد سيتولى “حزب الله” الرد بالشكل المناسب بعد ان كان بعث برسائل واضحة على لسان نائب الامين العام نعيم قاسم والسيد هاشم صفي الدين اللذين نصحا اصحاب الرؤوس الحامية الى المسارعة الى قبول ما يعرض عليهم اليوم بشأن الاستحقاق الرئاسي قبل ان يصبحوا غير قادرين على الحصول على ما يعرض عليهم اليوم لأنهم يفتقدون أوراق القوة التي تجعلهم يناورون ويفرضون الشروط.
من هنا فان الوضع الداخلي في لبنان قبل زيارة عبد اللهيان لن يكون كما بعده حيث سيكون المشهد السياسي اكثر وضوحا في ما خص الاستحقاق الرئاسي، وهذا سيشرع الابواب امام مختلف الافرقاء لخوض معركة الانتخابات الرئاسية على قواعد واضحة للجميع . والاوراق المستورة لن يعود لها اي فعالية وسيصبح كل شيء على المكشوف، بما يؤكد بان الخيط الابيض سيتبين في غضون اسابيع من الخيط الاسود على المستوى الرئاسي والذي يتوقعه اكثر من مراقب بانه لن يتجاوز تموز المقبل.