الأمير محمد بن سلمان والشرق الأوسط الجديد

كتب مزيد مبارك المعوشرجي, في الراي:
… «هذه حربي التي أخوضها شخصياً ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأرى الشرق الأوسط في مقدمة مصاف دول العالم، وأعتقد أن هذا الهدف سوف يتحقق 100 % بإذن الله».
… تلك الكلمات الحالمة والواثقة بما تملك من رؤى نيرة نقلت المملكة العربية السعودية بقفزات مدروسة التي خرجت من سمو الأمير الملكي محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، خلال كلمته في مؤتمر (مستقبل الاستثمار) عام 2018 في الرياض، حيث إن الانجازات المتسارعة التي تحققت في المملكة على جميع الأصعدة أبلغ رد على المشككين بتحقق رؤية 2030، حيث شهدت المملكة العربية السعودية نمواً اقتصادياً ملحوظاً في تطوير أساليب الدعم والإنفاق الجماعي، وتطبيق الكثير من الإجراءات والإصلاحات المالية، ودعم المصارف المحلية للقيام بدورها التمويلي في الاقتصاد، وزيادة رأسمال الصندوق الصناعي لتفعيل دوره كمحرك للتحول الصناعي في الدولة، بالإضافة إلى توفير بيئة استثمارية مناسبة للمستثمرين بارتفاع عدد الرخص الممنوحة للاستثمارات الأجنبية بنسبة 130 %.
كما تم خفض نسبة عجز الموازنة بنسبة 48 % وتشجيع الاستثمارات في القطاع الخاص في قطاع الطاقة المتجددة، وإنشاء قاعدة بيانات تضم أكثر من 100 شركة محلية تعمل في هذا المجال، وتطوير مدينة الملك سلمان الصناعية بحيث توفر العديد من فرص العمل، إلى جانب تنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية المباشرة التي استضافتها 56 مدينة سعودية.
إضافة إلى تطوير مدينة لصناعة السيارات بهدف جذب الاستثمارات وزيادة الصادرات وتوفير فرص العمل، وفي مجال الزراعة والبيئة سجلت المملكة العربية إنجازات تهدف إلى تمكين المملكة من تحقيق هدف الأمن الغذائي لها ولدول المنطقة، ولا أريد الإطالة في سرد الإنجازات الداخلية التي سأختمها بأهم استثمار قام به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو الاستثمار بالعقول والخبرات السعودية والخليجية والعالمية بالاتصال المباشر معهم للعمل ضمن فريقه الشخصي الإبداعي من مختلف دول العالم، ومن دون أي تحيز شخصي بل تحيز لدعم الفكرة والاستثمار فيها.
وسأنتقل إلى دور المملكة المحوري في صناعة المشهد السياسي في الشرق الأوسط فهي تتلخص في ما ذكره الأمير محمد بن سلمان، في ختام القمة العربية الثانية والثلاثين في جدة التي كانت استثنائية ومحط أنظار العالم لما لها من أهمية: «إننا ماضون للخير والسلام وللتعاون البناء بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، كما أننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات، ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات التي عاشتها المنطقة وعانت منها شعوبنا، وتعثرت بسببها مسيرة التنمية»، فها هو يعيد سوريا إلى الحضن العربي، وينهي الاحتقان السياسي بالسلام مع ايران، وانتهاء الحرب باليمن ووضع حلول للأزمة في السودان، ودعم اقتصاد لبنان، والاهتمام بالملف الفلسطيني، وإرسال رسائل مهمة للولايات المتحدة الأميركية بأن المملكة ودول الخليج تعمل بما تقتضيه مصالح شعوبها واستقرار المنطقة المبنية على علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول العالم، حيث إننا نعيش اليوم بشرق أوسط جديد فعلاً ولكن كما تريده شعوبنا وكما كانت تحلم به أوطاننا، لا كالشرق الأوسط الجديد الذي رسمته لنا وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايز، عام 2004، المبني على إضعاف وتفكيك دولنا وتحويلها إلى دويلات صغيرة من خلال إثارة النعرات وزرع الفتن، بل شرق أوسط جديد بوابته بيد قيادة شابة حكيمة من الأمير محمد بن سلمان، من أجل استقرار المنطقة وتحقيق التقدم والرفاه لشعوبنا، شرق أوسط يفاوض ويقود لا يتبع أو يأخذ تعليمات من أحد.
شرق أوسط يستقطب الاستثمارات والموانئ والوكالات العالمية ويحقق الأمن الغذائي والصحي والسياحة الداخلية والترفيه ويقدم التعليم المتقدم، لا ساحة قتال وتجربة لأسلحة دمار شامل راح ضحيتها العديد من الأجيال التي كانت تحلم في العيش بأمن وسلام.