رأي

الأمن القومي العربي.. ضرورة حتى لا نشهد “حزيرانات” اخرى 

جاء في مقال للكاتب سمير حباشنه في صحيفة “رأي  اليوم”:

 أحسن العرب صنعاً خلال قمتهم الأخيرة في مدينة جدة، حين أعادوا القضية الفلسطينية إلى مكانتها الطبيعية كقضية مركزية لكل العرب، فالشعب الفلسطيني اليوم لم يعد يستغيث ولايستجدي، ويقف عملياً في مواجهة الاحتلال وحده؛ وإن كان يطلب من العرب شيئاً، فهو بالتأكيد الدعم السياسي ولا غضاضة إن تم مساندته مادياً، تعزيزاً لقواعد صموده على أرضه.

 وأعتقد أن قرار القمة الأخير وتصفير المشاكل، والسعي إلى تطبيع العلاقات من خلال الحوار مع الجارين الإقليميين الايراني والتركي، وما يترتب على ذلك من انفراج في قضايا معلقة مثل اليمن وسوريا وربما لبنان، هي خطوات كبيرة على طريق إحياء الأمن العربي بأبعاده الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي تصدي العرب للتحديات الخارجية، كمثال للذكر لا الحصر:

فلسطين و مجابهة الغطرسة الصهيونية.

المياه والأرض مع كل من تركيا وإثيوبيا.

 ليبيا وإعادة السلام واللحمة للشعب الليبي.

 إضافة إلى تحديات الجوع، الذي ينخر بعظام أكثر من 170 مليون عربي ،لا يجد أطفالهم الحد الأدنى من متطلبات الحياة.

 ومن المعلوم أن العالم يعمل وفق تكتلات، والأبقى هو من يستطيع بناء تكتل يقوم على تأمين مصالحه وأمنه ورفاه أبنائه.

وأجدى بالعرب أن يوحدوا صفوفهم وأن يُحسنوا النية تجاه بعضهم البعض، خصوصاً وان زمن التآمر والانقلابات قد ولى بغير رجعة.

فالدول العربية أضحت كياناً وطنياً مستقراً، والمطلوب فقط بناء حالة تنسيق قوي في ما بينها، مثل كل الدول المتمدنة التي تعي مكمن مصالحها القريبة والاستراتيجية ناهيك عن تحقيق أمنها بمفهومه المُطلق.

إن الرد على تداعيات “هزيمة حزيران” يتجلى  بالعمل الجماعي الوثيق، حتى لا يكون هناك “حزيرانات” عربية في أقطار أخرى غير فلسطين.

وأن الكرامة ليست مُغناة ولا قصيده إنما الكرامة هي سيادة وردع، بحيث  يفكر  الآخر ألف مرة قبل أن يمارس أي شكل من أشكال العدوان أو التعدي.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى