رأي

الأمل بقبول موسكو اتفاقًا يلتف على شروطها خاب

عن إصرار موسكو على حل سلمي للصراع الأوكراني يلبي مطالباها الأساسية، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”:

في الأسابيع الأخيرة، كثّفت وسائل الإعلام الأوروبية الرائدة التكهنات حول تسريبات لخطط مختلفة لتسوية سلمية في أوكرانيا. وكان محور تعليقاتها الرئيسية أن مطالب موسكو من أوكرانيا غير مقبولة قطعيًا.

وكان من الصعب ألا يُرى في هذه التسريبات محاولة أخرى لإقناع موسكو بقبول ما يُسمى “صفقة”، وليس اتفاقية عادلة ومنصفة، بل وثيقة سطحية وفارغة ومهينة. أو على الأقل إقناع الرأي العام الغربي بأن موسكو تسعى تحديدًا إلى هذه الصفقة بالذات لحل الأزمة الأوكرانية. ورغم أن واشنطن ليست متحمسة بشكل خاص لهذه “الصفقة”، فكان من المفترض أن تفرضها على موسكو خلال المحادثات الأخيرة في الكرملين.

ولكن المسار الفعلي للمفاوضات يشير إلى شيء مختلف تمامًا. فهو يشير إلى أن روسيا، على الرغم من كل قدراتها العسكرية، تُفضل- كما كانت دائمًا- الحل الدبلوماسي لأي نزاع على الحل العسكري.

تتجلى جدية نهج موسكو في أن السلطات الروسية- خلاف السلطات الأمريكية والأوروبية- لم تسمح بأي تسريب يُذكر لخيارات الوثيقة المستقبلية التي تجري مناقشتها. والأهم من ذلك، الالتزام بالنهج نفسه بخصوص الاتفاقات المستقبلية المحتملة. فقد أوضحت موسكو مرارًا أنها لا ترضى بخطوات غير حاسمة أو تنازلات مؤقتة. ومن هنا جاءت المناقشات الموضوعية التي استمرت خمس ساعات في الكرملين مع وفد واشنطن (ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر). تنتظر روسيا من الولايات المتحدة إقناع بروكسل وكييف بتبني النهج البراغماتي نفسه، الذي يتطلب منهما التوصل إلى اتفاقات ما دام ذلك ممكنًا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى