اقتصاد ومال

الأسواق تنتعش بدفع من الاتفاق التجاري مع بريطانيا وتصريحات ترامب عن الصين

انتعشت الأسهم الأميركية في نهاية تعاملات الخميس بدفع من تفاؤل المستثمرين باتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة وبريطانيا وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن المحادثات المقبلة مع الصين، والتي أكد أنها ستكون أكثر أهمية مما كان يُعتقد سابقا. ووافقت بريطانيا على خفض رسومها الجمركية إلى 1.8% من 5.1% وإتاحة وصول أكبر إلى البضائع الأميركية في إطار الاتفاق، في حين لا تزال رسوم جمركية سارية عند المستوى الأساسي البالغ 10% على البضائع المستوردة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة.

وأفادت بيانات أولية بأن المؤشر ستاندرد اند بورز 500 ارتفع 32.58 نقطة، بما يعادل 0.58%، إلى 5663.86 نقطة، وصعد المؤشر ناسداك المجمع 188.37 نقطة، أو 1.06%، إلى 17926.53 نقطة، وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 268.77 نقطة، أو 0.62%، إلى 41382.74 نقطة، فيما قفز راسل 2000 بنسبة 1.8%، وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار 11 نقطة أساس إلى 4.37%.

انتعاش بيتكوين والدولار

 وفي أسواق العملات، صعد الدولار أمام الين والفرنك السويسري، أمس الخميس، مع تراجع مخاوف السوق وسط أنباء عن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا، بينما بدد الجنيه الإسترليني مكاسب حققها بعد خفض بنك إنكلترا أسعار الفائدة. وقال ستيف إنجلاندر، رئيس أبحاث العملات العشر العالمية الأهم لدى بنك ستاندرد تشارترد في نيويورك، إن الاتفاق قد يمثل نموذجا لدول أخرى تتطلع إلى توقيع اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة. وأضاف إنجلاندر “التوصل إلى اتفاق يبدو ناجحا سيكون إيجابيا من حيث تقليل المخاطر. أعتقد أن السوق ستنظر إلى ما تم الكشف عنه وتتساءل عن مدى إمكانية تطبيقه على دول أخرى، أو عما إذا كان سيشكل نموذجا لاتفاقات أخرى”.

وارتفع الدولار أمام العملة اليابانية عقب إعلان ترامب وصعد في أحدث تعاملات 0.98% إلى 145.185 ينا. أما مقابل الفرنك السويسري، فقد ارتفع الدولار 0.48% إلى 0.8275 فرنك. وبدد الجنيه الإسترليني مكاسب سابقة وانخفض 0.09% إلى 1.32775 دولار. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، 0.41% إلى 100.31 ويتجه لتسجيل مكاسب لثاني جلسة على التوالي. وهبط اليورو 0.33% إلى 1.1262 دولار.

وارتفع الدولار أيضا أمام عملتي السويد والنرويج بعدما ثبّت البنكان المركزيان في البلدين أسعار الفائدة كما كان متوقعا. وزادت الكرونة السويدية 0.41% إلى 9.6984 للدولار، في حين ارتفعت الكرونة النرويجية 0.43% إلى 10.3833 للدولار. وبالنسبة للعملات المشفرة، ارتفعت بيتكوين 4.69% إلى 101312.68 دولارا. وزادت عملة إيثريوم 14.47% إلى 2058.62 دولارا.

وأعلن ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس الخميس، عن اتفاق تجاري ثنائي محدود، هو الأول منذ أن أعلن ترامب فرض رسوم استيراد باهظة على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين في الثاني من إبريل/ نيسان، قبل أن يُعلق بعضها لاحقا لإتاحة الوقت للتوصل إلى اتفاقيات خاصة بكل دولة. ويبقي الاتفاق على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسبة 10% على الصادرات البريطانية ويوسع بشكل متواضع نطاق وصول كلا البلدين إلى المنتجات الزراعية ويخفض الرسوم الأميركية الباهظة على صادرات السيارات البريطانية.

تفاؤل المستثمرين

وهذا الاتفاق المبدئي هو الأول من بين عشرات الاتفاقات لخفض الرسوم الجمركية التي يحاول ترامب التوصل إليها في الأسابيع المقبلة بعدما فاجأ الاقتصاد العالمي بضرائب جديدة باهظة على الواردات في محاولة لإعادة تشكيل التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة ولتقليص العجز في تجارة السلع البالغ 1.2 تريليون دولار. لكن ترامب قلل من أهمية الاتفاق مع بريطانيا باعتباره نموذجا لمفاوضات أخرى، قائلا إن بريطانيا “أبرمت اتفاقا جيدا” وإن العديد من الشركاء التجاريين الآخرين قد ينتهي بهم الأمر إلى فرض رسوم جمركية نهائية أعلى بكثير بسبب فائضهم التجاري الكبير مع الولايات المتحدة.

وقال ترامب إن الأخبار التجارية الواعدة، إلى جانب جهود الجمهوريين لتمرير تشريعات تمدد وتوسع التخفيضات الضريبية التي أطلقها، يجب أن تكون سببًا للتفاؤل بين المستثمرين، مضيفا: “هذا البلد سيصل إلى نقطة يجب عليك عندها الخروج وشراء الأسهم”. وقال مات مالي، من شركة “ميلر تاباك + كو”، بحسب بلومبيرغ: “مع حصولنا على تفاصيل هذه الصفقة التجارية اليوم، ومعرفة مدى التقدم الذي تحرزه الولايات المتحدة والصين نحو الصفقة الأكثر أهمية هذا الأسبوع، سيحصل المستثمرون على وضوح أكبر بشأن تأثير القضايا التجارية على الاقتصاد الأميركي والعالمي في المستقبل”.

وفي إبريل/نيسان، فرض ترامب رسوما جمركية مضادة تصل إلى 50% على بضائع من 57 شريكاً تجارياً، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، ثم أوقفها بعد أيام لإتاحة الوقت للمفاوضات. وفي الوقت نفسه، فرض رسوما جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات السيارات، وألغى جميع الإعفاءات من رسوم الصلب والألمنيوم، معلنا عن تحقيقات جديدة في رسوم الأدوية والنحاس والأخشاب وأشباه الموصلات.

وفي مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض مع ستارمر، الذي شارك عبر مكبر صوت الهاتف، أشاد الزعيمان بالخطة باعتبارها “اتفاقا يمثل انفراجة” ويخفض متوسط الرسوم الجمركية البريطانية على البضائع الأميركية إلى 1.8% من 5.1%. وقال ترامب “إن ذلك يفتح لنا سوقا هائلة”. وقال ستارمر عبر الهاتف “إنه يوم تاريخي مذهل حقا. وسيعزز هذا التبادل التجاري بين بلدينا، ولن يحمي الوظائف فحسب، وإنما سينشئها أيضا ويفتح آفاقا جديدة للوصول إلى الأسواق”.

وتتعرض الولايات المتحدة لضغوط من المستثمرين لإبرام صفقات لتهدئة حرب الرسوم الجمركية، بعدما قلبت سياسات ترامب، التي اتسمت بالفوضوية في أغلبها، التجارة العالمية رأسا على عقب مع الحلفاء والأعداء على حد سواء، مهددة بتأجيج التضخم والتسبب في ركود اقتصادي. لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه هو حل الحظر التجاري الفعلي بين الولايات المتحدة والصين، برسوم جمركية بنسبة 145% و125% على التوالي من كل جانب.

انفراجة مرتقبة

ومن المقرر أن يعقد مسؤولون أميركيون وصينيون محادثات في سويسرا يوم السبت. وذكر ترامب أن هذه المحادثات ستكون مهمة، أكثر من مجرد تقريب للعلاقات، وأنه يعلم أن مستويات الرسوم الجمركية ستنخفض. وصرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير بأنهما سيلتقيان مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في سويسرا لإجراء محادثات تجارية في الأيام المقبلة. وأكد ترامب أنه إذا سارت المحادثات بشكل جيد، فقد ينظر في تخفيض التعرفة الجمركية البالغة 145% على العديد من السلع الصينية.

وقال ترامب: “يمكن أن يحدث ذلك. سنرى. حاليًا لا يمكن أن تكون أعلى من ذلك. إنها عند 145%، لذا نعلم أنها ستنخفض. أعتقد أنه ستكون لدينا علاقة جيدة جدًا”. وفي ما يتعلق بالمحادثات مع الصين، قال فؤاد رزاق زادة، من “سيتي إندكس وفوركس.كوم”: “لقاء نهاية الأسبوع بين الولايات المتحدة والصين يبدو أشبه بكسر جليد دبلوماسي أكثر من كونه لحظة انفراجة.” وأشار مارتن فراندسن، من “برينسيبال لإدارة الأصول”، إلى أن “الأسواق ستحتاج إلى مزيد من الأدلة على أن قمة حالة عدم اليقين بدأت في الانحسار قبل أن نشهد انتعاشًا في ثقة المستهلكين والشركات”، وفقا لبلومبيرغ.

تجدر الإشارة إلى أن أصول الولايات المتحدة شهدت تقلبات حادة مع تطور حرب ترامب التجارية بسرعة، ما وضع مؤشر S&P 500 على حافة سوق هابطة قبل شهر، حيث انخفض بنسبة تقارب 20% من أعلى مستوياته في فبراير/ شباط حتى الثامن من إبريل/ نيسان. منذ ذلك الحين، ارتفع المؤشر بنسبة 14%. وتُظهر البيانات من “بيسبوك إنفستمنت غروب” أن الأداء الوسيط للمؤشر بعد ارتفاعات شهرية تزيد عن 10%، وكذلك تلك التي حدثت بعد انخفاضات مماثلة في الشهر السابق، كان أفضل من المتوسط لجميع الفترات منذ عام 1953.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى