اقتصاد ومال

الأسواق الأوروبية ترتفع مع ترقب لقرارات الفائدة من البنوك المركزية

ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل طفيف اليوم الخميس، مدعومة بارتفاع في قطاعي العقارات والطاقة، في وقت يترقب فيه المستثمرون سلسلة من قرارات أسعار الفائدة من البنوك المركزية الكبرى في أنحاء القارة.

حيث صعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2% بحلول الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش، متجهًا نحو مواصلة سلسلة المكاسب للجلسة الرابعة على التوالي. ويعكس هذا الأداء التفاؤل النسبي في الأسواق رغم التحديات الاقتصادية الحالية.

و تشير سلسلة قرارات الفائدة القادمة إلى تحركات حاسمة من قبل البنوك المركزية الكبرى، مثل بنك إنجلترا، البنك المركزي السويدي، والبنك الوطني السويسري، بالإضافة إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وتأتي هذه القرارات في وقت حساس، حيث تحاول البنوك المركزية استجابة للتحديات الاقتصادية المتمثلة بالتضخم، النمو الاقتصادي البطيء، وتداعيات السياسات التجارية العالمية.

كما تترقب الأسواق هذه القرارات بسبب أن التغييرات في أسعار الفائدة تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الكلي، وتؤثر على تكلفة الاقتراض، وعلى مستوى الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار في مختلف القطاعات. لذا فإن البنوك المركزية قد تكون مجبرة على تعديل أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد أو كبح التضخم، ما يترك آثارًا واضحة على أسواق الأسهم، السندات، والعملات.

تأتي حالة الترقب والحذر في الأسواق في وقت يشهد فيه العالم تحديات سياسية واقتصادية متعددة تثير القلق بين المستثمرين، من بين هذه التحديات.

التوترات التجارية العالمية اذ تستمر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في التأثير على الأسواق العالمية، خاصة مع فرض رسوم جمركية جديدة من قبل الولايات المتحدة على الواردات من الصين، مما يزيد من حالة عدم اليقين بالنسبة للعديد من الشركات والأسواق، أيضاً يشهد العديد من الاقتصادات الكبرى ارتفاعًا في معدلات التضخم، ما يعزز من المخاوف بشأن تقليص القدرة الشرائية للمستهلكين، وتزايد الضغوط على البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة.

الى جانب أنه في بعض الدول الأوروبية، مثل إيطاليا وفرنسا، تشهد الساحة السياسية اضطرابات اجتماعية وأزمات داخلية قد تؤثر على استقرار السياسات الاقتصادية وتؤدي إلى تزايد الضغوط على الحكومات في اتخاذ قرارات اقتصادية مهمة، يضاف الى هذه التحديات استمرار تداعيات الأزمة الروسية-الأوكرانية حيث ان النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا أثر بشكل كبير على أسواق الطاقة، مما أدى إلى زيادة في أسعار النفط والغاز في أوروبا، وزيادة التوترات الجيوسياسية التي قد تساهم في خلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي.

ومن المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير في وقت لاحق من اليوم، حيث يترقب السوق تقييم تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى الزيادة في الضرائب التي تعتزم الحكومة البريطانية فرضها على أصحاب العمل. وتستمر هذه التطورات في تشكيل ملامح السياسة النقدية في المملكة المتحدة وتأثيراتها على الأسواق.

وفي السويد، يُتوقع أن يبقي البنك المركزي السويدي على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، بينما يتوقع أن يخفض البنك الوطني السويسري أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية، في إطار سعيه لتحفيز الاقتصاد المحلي وسط تحديات اقتصادية مستمرة.

أيضاً، في الأسواق الأوروبية، سجل مؤشر قطاع العقارات أكبر مكاسب، حيث ارتفع بنسبة 0.7% اليوم الخميس، في حين تراجع عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو. كما حقق قطاع النفط والغاز ثاني أكبر زيادة، حيث صعد بنسبة 0.6%. ورغم هذه المكاسب، تعرضت بعض الأسهم لضغوطات قوية، إذ هوى سهم سوديكسو بنسبة 12.7% بعد أن خفضت المجموعة الفرنسية العاملة في مجال الأغذية توقعاتها لعام 2025، مشيرة إلى نمو أبطأ من المتوقع في أمريكا الشمالية. وقد أثرت هذه الخيبة في مؤشر قطاع السفر والترفيه الذي تراجع بنسبة 0.5%، مسجلاً أسوأ أداء له في التعاملات المبكرة.

كما سجل سهم لانكسيس تراجعًا بنسبة 5.3% بعد أن أشارت الشركة الكيماوية إلى أن النمو الضعيف والاحتمالات المتزايدة لحدوث اضطرابات اقتصادية نتيجة عوامل سياسية قد تؤثر سلبًا على نتائجها لعام 2025.

وفي المجمل، تعكس هذه التحركات في الأسواق الأوروبية حالة من الترقب والحذر في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المستمرة، مع تركيز الأسواق على قرارات الفائدة القادمة التي قد تكون حاسمة في توجيه الأسواق في الفترة المقبلة.

*رأي سياسي*

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى