الأسهم الأميركية تتراجع وتسجل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع
تراجعت الأسهم الأميركية يوم الجمعة بعد أن أظهر تقرير حديث استمرار ارتفاع معدل التضخم في الاقتصاد الأكبر في العالم، حيث خسر مؤشر داو جونز 145 نقطة، بينما سجلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة أول تراجع أسبوعي لها في ستة أسابيع.
وجاءت التراجعات بسبب توقع المستثمرين أن يتسبب استمرار التضخم المرتفع في الضغط على بنك الاحتياط الفيدرالي لتأجيل خفض سعر الفائدة المنتظر إلى وقت متأخر عما كان متوقعًا هذا العام.
وبنهاية تعاملات الجمعة، مثلت نقاط التراجع لمؤشر داو جونز الصناعي أكثر قليلاً من ثلث النقطة المئوية، وخسر مؤشر إس آند بي 500 ما يقرب من نصف النقطة المئوية، بينما كانت الخسارة في مؤشر ناسداك بنسبة 0.82%. وكسرت المؤشرات الرئيسية الثلاثة سلسلة مكاسبها التي استمرت خمسة أسابيع، لتنهي الأسبوع في المنطقة الحمراء.
وارتفعت أسعار الجملة بأميركا بصورة تجاوزت توقعات الاقتصاديين في يناير/كانون الثاني، لتزداد مخاوف المستثمرين من عودة التضخم للسيطرة على الاقتصاد الأميركي، بعد أن كانت الظنون أنه ولى بلا رجعة.
وقالت وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة، إن مؤشر أسعار المنتجين، وهو مقياس للأسعار التي يتلقاها منتجو السلع والخدمات المحلية، ارتفع بنسبة 0.3% خلال الشهر الماضي، مسجلاً أكبر نسبة تغير منذ أغسطس/آب الماضي. وكان الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع داو جونز يتطلعون إلى زيادة قدرها 0.1% فقط. وانخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.2% في ديسمبر/كانون الأول.
وقفز عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فوق 4.3% بعد بيانات أسعار المنتجين الملتهبة. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين إلى 4.7%، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول.
وكان الأسبوع متقلبًا بالنسبة للأسهم، حيث قيم المستثمرون الاقتصاد الأميركي بعناية بعد عدة تقارير هامة، تزامنت مع إعلان العديد من الشركات الأميركية عن نتائج أعمالها عن الربع الربع الرابع من العام الماضي. ويوم الثلاثاء، سجل مؤشر داو جونز الصناعي أكبر انخفاض يومي له منذ ما يقرب من عام، بعد أن بلغت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي لشهر يناير 3.1%، وكانت أعلى من توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت داو جونز آراءهم، والتي توقفت عند 2.9%.
ورغم اهتزاز الأسواق ليومين بعد الإعلان عن بيانات أسعار المستهلكين، عاود مؤشر إس أند بي 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي، انتعاشه يوم الخميس، ليغلق عند مستوى قياسي جديد. لكن تقرير أسعار الجملة يوم الجمعة أضاف إلى المخاوف من استمرار الفائدة عند مستويات أعلى، لفترات أطول، مما كان متوقعاً من قبل.
وصرح جريج باسوك، الرئيس التنفيذي لشركة AXS Investments، بأنه يجب على المستثمرين الاستعداد لمزيد من التقلبات على المدى القريب في المستقبل”. وقال في لقاء مع شبكة “سي إن بي سي” الاقتصادية: “حتى وقت قريب، كان معظم المستثمرين واثقين من أن تخفيضات أسعار الفائدة ستبدأ في النصف الأول من العام، ولكن من المرجح الآن أن بنك الاحتياط الفيدرالي سوف يؤجل ذلك حتى النصف الثاني من العام”.
وأضاف باسوك: “إن السوق المتأرجحة تعكس حقًا لعبة شد الحبل هذه بين التضخم المرتفع، الذي يشير إلى عدم وجود تخفيضات في أسعار الفائدة على المدى القريب، والأرباح القوية وغيرها من علامات الاقتصاد القوي، مما يؤكد اعتقاد المستثمرين بأن هناك المزيد من الارتفاعات في أسعار الأسهم”.