الأزمة المسيحية تصعّب تنفيذ الإستحقاقات واستحالة الوصول إلى الحلول
تتضح عمق الأزمة المسيحية بين القوى الأساسية عند كل إستحقاق يعني المسيحيين في لبنان، وهذا ما يصعّب تنفيذ الإستحقاقات ويجعل من إمكانية الوصول إلى حلول تنقذ اللبنانيين أشبه بالمستحيل، فما هي معالم هذه الأزمة وما أسبابها؟! في هذا السياق أشار الكاتب السياسي جورج علم إلى أنَّ “إتفاق الطائف زاد من إنقسامات المسيحيين لأنه أتى بالأقوياء إلى الحكم واستمرت حروب الإلغاء فيما بينهم حتى اليوم وهي لا تزال مستمرة بشكل أو بآخر”.
وقال علم”ما أثر على الوضع المسيحي عاملان، الأول تجاهل القوى العربية والإقليمية لهذا الدور الرائد الذي لعبه المسيحيون، بالتفاهم مع المجموعات اللبنانية الأخرى، العامل الثاني، أنَّ حروب الإلغاء وضعت الشباب المسيحي أمام خيارات ثلاثة، وهي: المقبرة، الهجرة، والعجز”. وأضاف، “هذه الأزمة العميقة هي نتاج لكل السنوات التي مرت على لبنان، والأقوياء في الطائفة تصدروا المشهد السياسي، ليس من منطلق التوافق بل من منطلق التنافس واستمرار حرب الإلغاء، في حين أن الطبقة الواعية والراجحة والمثقفة والمعتدلة لم يكن لها أي دور قيادي عند المسيحيين وتحديداً الموارنة”. وأكمل، “وصلنا اليوم إلى ما يشبه الإفلاس، الأقوياء لا يزالون يتصدرون المشهد وكل منهم يريد إلغاء الآخر والقوى الأخرى تحاول الإستفادة من هذا الواقع”.
وأردف علم، “الثنائي الشيعي أصبح صاحب قدرة ونفوذ ويحتل مراكز متقدمة في القيادة السياسية رغم التباينات العميقة بين أطرافه، لكنه حافظ على الوحدة، وفي الطائفة السنية رغم إنسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية فهي لا تزال متماسكة، وهذا ما ينطبق على الدروز”. ورأى أنه “لو كان هناك وحدة مسيحية كما هي الحال عند الثنائي الشيعي لانتخب المسيحيين الرئيس وفرضوه على القوى الأخرى التي تستثمر الإستحقاق الرئاسي مستغلة الإنقسامات داخل الطائفة المارونية لتفرض الرئيس الذي يحمي مصالحها على المسيحيين ومصالحهم”.
وزاد، “قبل الإنتخابات الأخيرة، قال حزب الله في البرلمان السابق أن الرئيس نبيه بري هو رئيس المجلس ونقطة على السطر، فصوت الجميع له، لان هذا المركز الشيعي، المسيحيون غير قادرون على القول هذا هو الرئيس المسيحي ونقطة على السطر”. ختم علم بالقول: “بكركي عاجزة لأن القادة المسيحيين أضعفوا دورها، وهي دعت أكثر من مرة إلى حوار وكان هناك تفاهمات ولكن عندما غادر كل منهم الصرح عادوا إلى مربعاتهم وخياراتهم ولم ينفذوا ما التزموا به، ولذلك موقف بكركي ضعيف وغير قادر على فرض حوار وجمع المسيحيين على كلمة واحدة”.