الأردن يسعى لإدراج موقع «أم الجِمال: على قائمة التراث العالمي
يسعى الأردن منذ نحو أربعة أعوام لإدراج الموقع الأثري «أم الجِمال» الواقع في صحراء شرق البلاد ضمن قائمة التراث العالمي باستكمال خطط ترميمه.
وأم الجِمال مدينة رومانية أثرية تقع على بعد 86 كيلو مترا من العاصمة عمان بالقرب من مدينة المفرق على مقربة من الحدود السورية في أقصى شمال الأردن، وتتميز ببواباتها الحجرية وهي تعرف باسم «الواحة السوداء» إذ تحوي أعدادا كبيرة من الأحجار البركانية السوداء.
يقول فادي بلعاوي مدير دائرة الآثار العامة «يستحق الموقع أن يكون على قائمة التراث العالمي رغم أننا تأخرنا في عملية إدراجه لكن كان ذلك بسبب العمل على الموقع الأثري وترميمه وصيانته وتحضير خطة إدارته والمحافظة عليه».
وأشار إلى أنه يحق للدول ترشيح موقع أثري كل عام لإدراجه ضمن القائمة مضيفا «ونحن اخترنا أم الجِمال لاستكمالها شروط كيفية تأثير الإنسان فيها، واستخدام حجر مميز في العمارة هناك، ووجود المجتمع المحلي وتفاعله مع الموقع».
ويبلغ عدد المواقع الأثرية الأردنية المدرجة في قائمة التراث العالمي ستة مواقع، منها البتراء ومحمية وادي رم.
ويقول بلعاوي إن ما يميز موقع أم الجِمال هو «الحجز البازلتي الأسود الذي بني به، كما أن وجوده في منطقة نائية شكل نقطة مهمة جدا ودليل على تغيير في الحضارات ومحاولة توفير العناصر الأساسية للحياة».
ويضيف أن «عمارة الموقع تدل على كيف عاش الإنسان في المنطقة وتأقلم معها وكيف طوع البيئة وحولها من منطقة صحراوية نائية إلى نقطة جذب للحضارات استمرت عدة قرون».
ويرى بلعاوي أن بناء الموقع، الذي سكنه الأنباط وتوالت عليه الحضارات وصولا إلى الحضارة الأموية الإسلامية، بحجر البازلت وهو حجر شديد القسوة «وعملية التعامل معه صعبة وتحتاج الى إمكانيات معمارية وهندسية كبيرة وبنية جسدية قوية» يزيد من أهمية الموقع الأثري.
ويوصف موقع أم الجِمال بأنه متحف جيولوجي أثري تاريخي ويضم أحواضا مائية مسقوفة أو مكشوفة و150 تجمعا سكنيا وأكثر من 17 كنيسة ومقابر وثكنات عسكرية وبقايا حصون.
ويؤكد بلعاوي أن تفاعل المجتمع المحلي مع الموقع من حيث المحافظة عليه وصيانته يميزه وخاصة أن أهل المنطقة لديهم خبرات يتوارثونها جيلا بعد جيل بتقديم خدمات متميزة يحتاجها السائح.
ويضيف «أن خطتنا المستقبلية لأم الجِمال هي تفسير وتقديم الموقع بعدة طرق وليس كمنظر فقط للزيارة وإنما تقديم التجربة في الموقع للسائح والتفاعل معه ومع المجتمع المحلي»
وارتفع الدخل السياحي في الأردن 243 في المئة في النصف الأول من العام الحالي ليصل إلى 2.19 مليار دولار مقارنة مع 641 مليون دولار في الفترة نفسها من 2021.
ويعود ذلك إلى زيادة أعداد السياح في النصف الأول إلى 1.9 مليون سائح مقارنة مع 500 ألف في الفترة نفسها من العام الماضي.
تقول سمر عرمان (32 عاما) التي تعمل كدليل سياحي من أبناء المنطقة، إن «المجتمع المحلي متفاعل مع الموقع ويشتغل مع دائرة الآثار في خطة إدراجه، وجزء من واجب المجتمع الحفاظ على الموقع وزيادة الوعي مهم لجميع فئاته».
وتبين أن الرابط بين المجتمع المحلي والموقع الأثري يعود لزمن بعيد « لكن في عام 1970 كانت آخر عائلة أردنية تسكن داخله، ومن ثم خرجت وبنت بيوتا على أطراف الموقع وعاشت فيها».
وتؤكد على أن «دورنا كمجتمع محلي أن نرحب بالضيوف ونوفر المبيت لهم ونقدم لهم تجربة تذوق الطعام المحلي وكيفية نحت حجز البازلت».
وتشير إلى أن استفادة المجتمع المحلي تعتمد على عدد الزوار الذين يأتون لهذا المكان، وإدراجه على قائمة التراث العالمي خطوة مهمة وكبيرة.
وتقول سميحة المساعيد رئيسة جمعية أم الجِمال للمحافظة على التراث، أن إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي سيزيد من عدد السياح وبالتالي فسينتعش نشاط الجمعية.
وتؤكد وهي تعمل مع الفتيات على نحت حجر البازلت الأسود، أن الاستفادة من إدراج أم الجِمال على القائمة ستعم على العاملات في الجمعية والمجتمع المحلي.