الأردن ليس طرفاً في حربكم
كتب عماد الدين أديب في صحيفة البيان.
ماذا بين الأردن وإيران؟
وما المهمة التي قام بها أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن بشكل عاجل إلى طهران؟
وما محتويات الرسالة الخاصة التي حملها الوزير الأردني من ملك الأردن إلى القيادة الإيرانية؟
الأمر المؤكد، هو ما نفاه وزير الخارجية الأردني علناً للإعلام الدولي، بأن الزيارة والرسالة والمهمة، لم تكن أبداً محاولة أردنية للوساطة بين طهران وتل أبيب، لمحاولة السيطرة على «الفعل» و«رد الفعل»، وعدم تفاقم الأمور بينهما، عقب اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
إذن، لم تكن وساطة في هذا الجو المشحون بالتوتر، ولكنها، كما وصفها «الصفدي» نفسه، كانت لبحث العلاقات الثنائية بين عمّان وطهران.
القصة تبدأ من التجربة الصعبة والدقيقة التي فرضتها جغرافيا المكان والموقع على عمّان، أن تكون هي «خط التلقي» الذي يسبق حدود إسرائيل للصواريخ الآتية من إيران.
في الأزمة السابقة، حينما قامت إيران برد الفعل تجاه اغتيال أحد كبار جنرالاتها في القنصلية الإيرانية بدمشق، أمطرت سماء المنطقة بأكثر من 300 صاروخ موجّه ومسيّرة.
في تلك المرة، اضطرت بطاريات الصواريخ التابعة للجيش الأردني أن تتعامل مع هذه الصواريخ والمسيّرات التي اقتحمت مجالها الجوي، على أساس أنها لو تركتها تمر دون اعتراض، فهي تكون – حكماً – طرفاً في الصراع والحرب الدائرة بين طهران وتل أبيب.
في تلك المرة، حاولت الأردن مداواة الموقف، وشرح القصة لإيران، على أساس محاولة عمّان تجنيب نفسها أن تكون طرفاً في حرب دائرة حولها، سواء كانت هذه الصواريخ من العراق أو سوريا أو اليمن.
في المرة السابقة، كانت الصواريخ والمسيّرات تقليدية، بمعنى أنها تستغرق من 6 إلى 9 ساعات من نقطة انطلاقها، ولكن إذا كانت الصواريخ «باليستية»، وهو احتمال قوي للغاية، فإن زمن انطلاقها حتى وصولها إلى الهدف من 6 إلى 10 دقائق فقط.
جغرافيا الموقع الدقيق والحساس، لا يجب أن تجعل الأردن طرفاً في حرب تقوم على الثأر والثأر المضاد!!