رأي

الأردن.. ذات الموقف والثوابت

كتبت نيفين عبدالهادي في صحيفة الدستور.

ذات الموقف منذ عامين، وذات الثوابت، بذات النهج والإصرار الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لإنهاء الحرب على غزة، وأي قراءات ومراجعات للموقف الأردني سنقرأ ذات التفاصيل، بحرص لم يتوقف ولم يهدأ لإنهاء الحرب، ووضع كافة تفاصيل حرب الإبادة هذه أمام أعين العالم، وكلما غابت عن الأولويات فرضها الأردن بقيادة جلالة الملك من جديد، لتبقى أولوية وحلّها حسم نهائي لحالة عدم الاستقرار التي تعيشها فلسطين والمنطقة.
على هذا النحو استمر الأردن بمواقفه الحاسمة والواضحة تجاه الحرب على غزة، ولم تكن مواقفه محصورة بالمطالبات بإنهاء الحرب، إنما بحرص كبير وضع كافة الحقائق أمام عين المجتمع الدولي، فكان الأردن بقيادة جلالة الملك من كشف أكاذيب الروايات الإسرائيلية في هذه الحرب، ووضع الحقيقة الفلسطينية أمام العالم بكل تفاصيلها، وبكل ما ارتكبته إسرائيل من مجازر وكوارث بحق أطفال ونساء ومدنيين غزة، لتصبح الحقيقة واضحة للجميع وتقود لمطالبات دولية بإنهاء الحرب وسلسلة اعترافات دولية بدولة فلسطين، وسعي تقوده الولايات المتحدة اليوم لإنهاء الحرب، بقناعات وثقة بالموقف الأردني.
لم يتوقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني عن متابعات عملية وحقيقية لإنهاء الحرب، بحرص على أن ينال الأشقاء الفلسطينيون حقوقهم المشروعة، وكذلك تنفيذ حل الدولتين وإحلال السلام العادل، والشامل، لا سيما أن الأهل في غزة يضعون ثقتهم بأن الحل من عمّان، ويقينا بأن خلاصهم سيأتي من المواقف الأردنية والثوابت التي لم تتغير على مدى عامين، بل بقيت مواقف ناصعة كما هي واضحة علنية، والأهم أنها مواقف عززت صمودهم وحضرت في الشارع الغزّي بمد العون والسند للغزيين بوسائل وأدوات مختلفة، تلمست احتياجاتهم، إضافة لاستيعاب الأردن لمئات الأطفال لعلاجهم في المملكة، ليشكّل الأردن لهم يقين الفرج والفرح، وبوابة الحل.
أمس الأول، أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تناول أبرز التطورات المتعلقة بالخطة التي طرحها الرئيس ترمب لإنهاء الحرب على غزة، إذ أكد جلالته ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الكافية، وشدد جلالة الملك على أهمية العمل لاستعادة الاستقرار في المنطقة وتجنب أية إجراءات تقوض فرص تحقيق السلام، في سعي متجدد من جلالة الملك لمتابعة الشأن الغزّي والحرص الكبير لإنهاء الحرب وإيصال المساعدات، وهو الثابت الأردني المتجدد، ليشكّل الاتصال علامة فارقة بين أحداث المرحلة، إذ أكد جلالته ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وكذلك إيصال المساعدات، وفي ذلك حسم حقيقي لأزمات المرحلة التي تجر المنطقة لتصعيد مستمر نتيجة للعدوان الإسرائيلي.
وفي ذات الاتصال الهاتفي الذي وصفه مراقبون بأنه غاية في الأهمية، حذر جلالته من مخاطر التصعيد في الضفة الغربية والقدس، وهو الثابت الأردني الذي ينبه له ويحذر منه جلالة الملك ويجب الأخذ به على محمل الاهتمام، فكل كلمة وموقف أردني قيل خلال العامين، وكذلك بتاريخ القضية الفلسطينية، يلحق به العالم اليوم، لأهميته، وضرورة اعتماده نهج عمل سياسي ودبلوماسي هام، وواضح، فكما لحق العالم بموقف جلالة الملك في إنهاء الحرب على غزة، سيحدث في يوم قريب أن يلحق العالم موقف جلالته بما يحدث في الضفة الغربية والقدس وضرورة التنبه لخطورة ما تقوم به إسرائيل بهما.
وجدد جلالة الملك التأكيد على المواقف الأردنية تجاه إنهاء الحرب على غزة وإيصال المساعدات، والتحذير من التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، خلال لقاء جلالته أمس ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في ستوكهولم، في سعي متجدد من جلالته لضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الكافية، وفقا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، كما نبه جلالته من مخاطر التصعيد الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى