رأي

الأردن درع صلب في مواجهة المؤامرات

كتبت شيماء المواجده في صحيفة الدستور.

في لحظةٍ فارِقةٍ، وبينما ينشغل العالم بصراعاته وتفاصيله اليومية، كانت هناك عيونٌ ساهرةٌ تعمل بصمتٍ ويقظةٍ لتحفظَ الوطنَ وتصونَ أمنَه. دائرةُ المخابرات العامةِ الأردنيةِ، وكعادتها، أثبتت اليومَ مجددًا أنها الحصنُ المنيعُ الذي لا يلينُ، وأنَّ الأردنَ، رغمَ كلِّ التحدياتِ، عصيٌّ على العبثِ والاستهدافِ. نحن كما عهدنا دائمًا، مع جلالة الملك عبد الله الثاني، ومع قواتنا المسلحةِ والأجهزةِ الأمنيةِ، ونقفُ صفًّا واحدًا من أجلِ أمنِ الوطنِ واستقراره.

نجحت دائرةُ المخابرات العامةِ في إحباطِ مخططٍ كان يهدفُ إلى زعزعةِ الأمنِ الوطنيِّ وإثارةِ الفوضى داخلَ المملكةِ.

 المخططُ الذي كان يُدارُ بأوامرَ مأجورةٍ تمَّ رصده بعنايةٍ ودقةٍ من قبلِ دائرةِ المخابرات العامةِ منذ عامِ 2021، لتتابعه الأجهزةُ الأمنيةُ وتنجحَ في إسقاطِه بعدَ سنواتٍ من المتابعةِ الإستخبارية.

ففي بيانٍ رسميٍّ صدرَ اليومَ، كشفت الدائرةُ عن إحباطِ مخططاتٍ خطيرةٍ كانت تستهدفُ أمنَ المملكةِ واستقرارَها. 16 شخصًا ضالعين في عملياتِ تصنيعِ صواريخَ، وحيازةِ موادٍ متفجرةٍ، ومخططاتٍ لتصنيعِ طائراتٍ مسيَّرةٍ، وتجنيدِ عناصرَ للتدريبِ داخلَ وخارجَ الأردنِ. كلُّ هذه التحركاتِ تمَّ رصدُها بدقةٍ استخباريةٍ متناهيةٍ منذ عامِ 2021، لتُحبطَ قبلَ أن تتحولَ إلى كابوسٍ على أرضِ الواقعِ.

من المعلوم أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد لعبت دورًا مشبوهًا في زعزعة استقرار الدولة، حيث كانت لها ارتباطات مشبوهة بالأجندات الخارجية التي لا تسعى إلى مصلحة الوطن. لقد تجلت تلك الارتباطات في محاولاتٍ متعددةٍ لزعزعة الأمن الداخلي عبر تحركاتٍ غير قانونية، سواء كانت بالتحريض أو من خلال مخططاتٍ تهدف إلى تقويض نظام الحكم، كما تبين في المخطط الأخير الذي تم إحباطه بفضل يقظة دائرة المخابرات العامة.

إن ما يثبته هذا المخطط هو أن جماعة الإخوان المسلمين، رغم محاولاتهم الظهور في شكل سياسي أو اجتماعي، لا يزالون جزءًا من المؤامرات التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره. لقد أسهموا بشكلٍ كبيرٍ في تغذية الفوضى عبر حشدهم للأنصار وتوجيههم نحو أهدافٍ غير وطنية. لذلك، ومن منطلق الحفاظ على أمن الدولة وسلامة المجتمع، فإنه من الضروري أن يتم تطهير المؤسسات الوطنية من أي تأثير لهذه الجماعة التي تعمل ضد مصلحة الوطن وتستمر في محاولاتها لاستهداف أمنه.

إن إزالة هذا التهديد الداخلي أصبح أمرًا حتميًا، ليس فقط لحماية الوطن من المخططات المدمرة، بل لضمان أن تظل الأردن في مقدمة الدول التي ترفض التدخلات الخارجية وتحارب الفتن الداخلية، وتعمل دومًا من أجل الأمن والاستقرار الذي يعزز من قوتها وازدهارها.

ما كُشفَ ليس تفصيلًا عاديًا. إنه تذكيرٌ صارخٌ بأننا في منطقةٍ لا تعرفُ الاستقرارَ الدائمَ، وأنَّ وجودَ جهازٍ أمنيٍّ وطنيٍّ محترفٍ ويقظٍ كالمخابرات العامةِ ليس ترفًا، بل ضرورة وجود. وهذا الإنجازُ يعكسُ قدرةَ الدولةِ على مواجهةِ التحدياتِ الأمنيةِ بفعاليةٍ ويبعثُ رسالةً قويةً بأنَّ الأردنَّ يظلُّ في طليعةِ الدولِ التي تتمتعُ بأعلى درجاتِ الأمنِ والوعيِ.

هذا الإنجازُ لا يجبُ أن يمرَّ مرورَ الكرامِ. هو ليس فقط عمليةً أمنيةً ناجحةً، بل قصة فداءٍ وحبٍ للوطنِ، يكتبُها رجالٌ صدقوا العهدَ، ورفضوا أن يتسللَ الخطرُ إلى بيوتنا ومدارسنا وأحلامنا.

إننا، كمواطنين، نقفُ اليومَ وقفةَ فخرٍ وامتنانٍ أمامَ هذه المؤسسةِ الوطنيةِ، نرفعُ القبعةَ احترامًا لرجالِ الظلِّ، لمن يعملون في الخفاءِ ليظلَّ وجهُ الأردنِّ مضيئًا، آمنًا، ورافعَ الرأسِ.

 ونؤكدُ في هذا الصددِ، أنَّ دعمَنا المستمرَّ لجلالةِ الملكِ، ولأجهزتنا الأمنيةِ والجيشِ العربيِ الأردنيِ، هو جزءٌ لا يتجزأُ من إيماننا العميقِ بالأمنِ الوطنيِّ والولاءِ للوطنِ.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى