الأردن.. أوراق ضاغطة لوقف العدوان.
كتب ينال برماوي في صحيفة الدستور.
يأتي قرار استدعاء السفير الأردني لدى اسرائيل وعدم السماح بعودة سفيرها الى عمان الا بعد وقف عدوانها على غزة ووقف الكارثة الانسانية الناتجة عن منع الاحتياجات الأساسية كالأغذية والمستلزمات الطبية والماء والكهرباء في اطار مواقف المملكة ومساعيها الداعمة للقضية الفلسطينية والتصدي لعمليات التنكيل بالأشقاء وبمقدراتهم والبنى التحتية من قبل حكومة الاحتلال ضاربة بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي بانتهاك كافة حقوق الانسانية وليس أدل على ذلك من قتل الاف الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين وتدمير المعابد والمستشفيات وغيرها.
القرار الأردني رسالة واضحة للاحتلال الاسرائيلي بأن الأردن لن يدخر جهدا أو يتوانى عن استخدام أية وسيلة ممكنة للدفاع عن الأشقاء الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم والتصدي لمساعي تصفية القضية الفلسطينية على طريق تحقيق الحلم الصهيوني باقامة ما يخططون له « اسرائيل الكبرى « ويجسد ذلك وحدة الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك وتناغمه على كافة المستويات حيث إن الأردن يتعامل مع هذا الملف على أنه صاحب قضية وليس مساندا لها فقط.
منذ العدوان على غزة والأردن يوظف كافة الأدوات لوقف الحرب الاجرامية بحق أبناء قطاع غزة و لا تزال الجهود الدبلوماسيي الأردنية هي الأبرز على الساحتين العربية والدولية والأكثر تأثيرا وتجسد ذلك في زيارات جلالة الملك المتوالية الأوروبية والعربية والاتصالات اليومية مع قادة الولايات المتحدة والعالم لحشد التأييد لانهاء الحرب الهمجية ضد الفلسطينيين ووضع حد للكوارث الانسانية التي يرتكبها الاحتلال يوميا وعرقلة جهود الاغاثة الانسانية والطبية.
وقد أحدثت السياسة الأردنية الخارجية تغييرا في مواقف العديد من دول العالم تجاه العدوان من مؤيد الى معارض ومطالب بايقافه وادانة الكيان المحتل ومحاسبته على جرائمه وهو ما كان سببا في محاولات النيل من الأردن والتشويش على مساندته الدائمة للقضية الفلسطينية من خلال بث الاشاعات والسموم الاعلامية والدعائية والأكاذيب عبر وسائل مختلفة واستهداف الجبهة الداخلية الحصينة على تلك المساعي البائسة والتي يقع بعضها في سياق الحرج الذي سببته المملكة لمواقف بعض البلدان بعدم إدانتها للعدوان ودعم الأشقاء في هذه المرحلة الصعبة التي يواجهونها.
تعزيز ودعم الموقف الأردني الرافض للاحتلال والعدوان والتهجير والمطالبة باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ومساندة القرارات الرسمية بهذا الشأن يتطلب وعيا وادراكا عميقين للحملات الظلامية التي يتعرض لها الأردن والتصدي لها بكافة السبل والمحافظة على صلابة جبهتنا الداخلية وتلاحمها في مواجهة المشروع الصهيوني بترحيل الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية واقامة «اسرائيل الكبرى « وترسيخ الصور الحضارية والوطنية بالتعبير عن إدانة ورفض الاحتلال وحربه الإجرامية بحق قطاع غزة.