كتب النائب الاردني السابق سليم البطاينة في “رأي اليوم”: “يبدو أن الهرولة الدولية غير مسبوقة صوب طرفي البحر الأحمر الشمالي والجنوبي ، فأمريكا تسعى لإنشاء قاعدة عسكرية لها في النقب الإسرائيلي إضافة إلى قاعدتها في جيبوتي والتي باتت تعاني من زحمة للقواعد العسكرية على أرضها، حيث توجد فرنسية وبريطانية وصينية ، وكل ذلك سببه التحولات الإقتصادية المرتقبة شمال وجنوب البحر الأحمر.وإسرائيل كانت ولا زالت تسعى لربط سيطرتها على حوض البحر الأحمر كاملاً من مضيق باب المندب وحتى مضيق تيران ، وباتت لاعباً أساسياً بحوض البحر الأحمر وبلدان أعالي النيل حيث عززت علاقاتها مع أثيوبيا وكينيا والصومال ، ومع أريتيريا التي تمتلك شواطىء على البحر الأحمر تزيد عن ٢٠٠ كيلو متر طولي ، وبالإتجاه الذي يهدد الأمن البحري اليمني والسوداني والسعودي والمصري .. ناهيك عن إقترابها من مضيق هرمز من جهة خليج عُمان وبحر العرب.
وكلمة السر الإسرائيلية بالبحر الأحمر واضحة منذ سنوات عبر الوجود في جنوبه بالقرب من مضيق باب المندب كما هي في شماله ، وهي أول من طرح فكرة تدويل باب المندب ومجموعة الجزر العربية المتحكمة بالمضيق.
فساذج من ينظر لإنشاء إسرائيل مطار رامون بايلات وتشغيله قبل سنوات بمعزل عن التحركات الجيوسياسية الإسرائيلية في دول حوض البحر الاحمر وحوض النيل ووسط أفريقيا.
حيث تعمل جاهدة للوصول إلى الطرق البحرية المؤدية إلى أيران لتسهيل مرور الغواصات الإسرائيلية المتطورة ( دولفين ) من عبور مضيق هرمز والوصول حتى السواحل الإيرانية.
وتسعى من منظور أن تكون هي الدولة الأقوى بالمنطقة.
ففي فترة انشغال مصر بملفات داخلية طيلة العقدين الماضيين اتخذت إسرائيل من أريتيريا قاعدة إرتكاز بحري من خلال موانىء ( عصب ومصوع وجزر دهلك ) وهي مواقع تتسم بقدرة استراتيجية متميزة على رصد التحركات البحرية في مداخل البحر الأحمر.
فالخريطة الجغرافية للبحر الأحمر تفتح أمام إسرائيل فرصاً سياسية وأمنية واقتصادية لا سابق لها .. فهي تعمل مع دول الغرب لإدخال آلية جديدة لإعادة التوزيع الإستعماري للموارد.
فالإجماع بين المراقبين والسياسين في العالم كبير على أهمية البحر الأحمر الإستراتيجية بسبب وقوعه بالوسط بين القارات..”