أبرزشؤون لبنانية

الأحدب: استقرار لبنان يتطلب نزع السلاح

أقام النائب السابق مصباح الأحدب إفطارا في مطعم “الشاطئ الفضي” في الميناء، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية.

ورحب الأحدب بالحضور مستهلا كلمته قائلا: “أهلا وسهلا بكم في طرابلس، مدينة نصرة المظلوم، مدينة الكنائس والمساجد، ومدينة كل لبناني حر. يعود رمضان هذا العام حاملا الخير، ومعه أمل ببداية جديدة بعد سنوات من الفراغ السياسي والهيمنة التي أرهقت الوطن”.

وأشار إلى أن “لبنان اليوم يشهد تغييرات جذرية، مع انتخاب رئيس جمهورية سيادي، ورئيس حكومة نزيه وغير ملوث بالفساد، مما يعيد الثقة بقدرة اللبنانيين على بناء دولة قوية، تعتمد على سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة”.

وأثنى الأحدب على “مبادرة النائب سامي الجميل للمصالحة”، معتبرا أنها “خطوة ضرورية لتجاوز الخلافات والانقسامات الحادة بين اللبنانيين، والعمل على صيغة جديدة لبناء وطن يواكب التطورات الحديثة ويضع الكفاءة فوق المحاصصة الطائفية”.

وأكد أن “استقرار لبنان يتطلب نزع السلاح من جميع الأطراف المسلحة”، مشيرا إلى أن “حماية الطائفة الشيعية لا تكون بإبقاء السلاح بيد حزب الله، بل عبر مؤسسات الدولة الأمنية”. واعتبر أن “استمرار سيطرة الأحزاب المسلحة يعيق بناء الدولة ويحمل الشيعة، كباقي اللبنانيين، أعباء الصراعات الإقليمية، وشدد على “دور طرابلس كمدينة متمسكة بالتعددية الوطنية”، معتبرا أنها “خط الدفاع الأخير عن وحدة لبنان”، وداعيا الجميع  ل”العمل معا من أجل صياغة رؤية مشتركة تُحقق العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين”.
 
وتناول الأحدب في كلمته، مسألة السلاح غير الشرعي في لبنان، مشددا على أن “سحب السلاح جنوب الليطاني لإرضاء المجتمع الدولي مع تجاهل باقي الأراضي اللبنانية يتيح للحزب الإيراني فرصة لتعزيز قوته وإحكام سيطرته من جديد على الطائفة الشيعية، مما يعرقل مسار بناء الدولة”. وتساءل عن مبرر استمرار وجود السلاح المتفلت في طرابلس والشمال، معتبرا أن “أي خطة لتفكيك السلاح تدريجيا يجب أن تبدأ فورا”، مشيرا إلى أن “سلاح حزب الله تسبب ليس فقط في مأساة للطائفة الشيعية بل في تفكيك الكيان اللبناني واغتيال رفيق الحريري واجتياح بيروت عام 2008، ما أوصل البلاد إلى اتفاق الدوحة الذي أدى إلى إحكام قبضة الحزب على الدولة”.

وأوضح الأحدب أن السلاح الذي زعم أنه جاء لحماية الأقليات أوقع لبنان في أزمة غير مسبوقة، حيث قال: “لقد تلاعبوا بالمسيحيين عبر تحالف الأقليات، ما أدى إلى تحييد المسيحيين عن القرار الوطني. أما بالنسبة للسنة، فقد مارس الثنائي المسلح سياسة الإقصاء، مستغلين مجموعات شعبوية مسلحة لزرع الفوضى وإرهاب السكان، كما استُخدمت المحكمة العسكرية لتركيب ملفات الإرهاب ضد شبابنا”.

وأضاف: “من مارس الذمية في لبنان ليس السنة، كما يدعي البعض، بل الثنائي المسلح الذي ساوم على الجمهورية مقابل مصالح وتحالفات طائفية ومالية”.

ولفت الأحدب الانتباه إلى الظلم الذي تعرضت له الطائفة العلوية في طرابلس، حيث قال: “عانى العلويون مع السنة في طرابلس أكثر من 30 جولة عنف مفتعلة، انتهت بسفك الدماء والتقوقع في منطقة جبل محسن، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ المدينة. العلويون كانوا دوما جزءا لا يتجزأ من نسيج طرابلس الاجتماعي، ويجب إعادة دمجهم ضمن رؤية وطنية شاملة”.

وأكد أن “بناء الدولة لا يمكن أن يتم دون إصلاح القضاء”، مشيرا إلى أن “82% من السجناء في لبنان موقوفون دون محاكمة”. وتساءل: “أليس من الظلم أن يقضي شبابنا سنوات في السجون بتهم ملفقة فقط لأنهم ناصروا الثورة السورية؟”. ودعا إلى مصالحة وطنية حقيقية تعيد بناء الثقة بين اللبنانيين، مطالبا بإنهاء سياسات القهر والتهميش، خاصة تجاه طرابلس ومناطق الشمال. كما دعا الحكومة إلى اتخاذ خطوات جريئة لتحقيق العدالة الانتقالية، مشيرا إلى “أهمية محاسبة الأجهزة الأمنية والقضائية المسؤولة عن تلفيق التهم وحرمان المظلومين من حقوقهم”.

وحذر الأحدب من أن “أنصاف الحلول والمساومات مع قوى السلاح والفساد لن تؤدي إلا إلى خسارة الفرصة الحالية للتغيير”، داعيا إلى “اقتلاع الفساد من جذوره قبل فوات الأوان”. وقال: “ما يجري اليوم يشعر أهلنا بالغبن والاضطهاد، وإذا لم تتغير السياسات، سيعود الفاسدون إلى الحكم”.

واختتم الأحدب كلمته قائلا: “المنطقة تتغير، وعلينا أن نستغل الفرصة لصون وحدة لبنان الكبير والعمل على بناء دولة المواطنة التي تحمي الجميع دون تمييز، وإلا فسنظل ندفع ثمن السياسات الفاشلة التي تدفع بأهلنا للاستقواء بالخارج، وهو ما نرفضه ونخشاه”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى