الأبيض: لا بد من التأكيد أن الحل الحقيقي لا يكون إلا بوقف فوري لإطلاق النار
جالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية لولوة بنت راشد الخاطر، في مستشفى “بيروت الحكومي الجامعي” – الكرنتينا، حيث اطلعت على وضع المرضى في المستشفى، يرافقها الوزيران في حكومة تصريف الأعمال الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض والبيئة ناصر ياسين.
الأبيض
وفي ختام الجولة، عقد الوزراء الثلاثة مؤتمرا صحفيا مشتركا استهله الأبيض بكلمة قال فيها: “إننا وفي صبيحة هذا اليوم الذي يتواصل فيه العدوان الاسرائيلي على أرضنا، وفيما نقوم في وزارة الصحة العامة بواحدة من المهمات الصعبة والتي تتمثل في إحصاء عدد الشهداء والجرحى، لا يسعني في بداية كلمتي سوى أن أطلب الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والخلاص لوطننا لبنان”.
أضاف: “وسط هذا الوقت العصيب، تأتي وقفة دولة قطر النبيلة، وهي ليست بغريبة، فلطالما كانت حاضرة في الأزمات لدعم أشقائها في لبنان. ولذا، نتقدم بالشكر الجزيل لدولة قطر الشقيقة، ولرئيسها سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، على وقفتهما الكريمة ومساعدتهما العاجلة التي وصلت إلى لبنان في هذا الوقت العصيب”.
وتابع: “تأتي الاستجابة القطرية العاجلة اليوم من خلال تسيير جسر جوي يحمل دعما طبيا وغذائيا ومواد إيواء، وهو ما يعكس عمق العلاقة الأخوية التي تجمعنا بدولة قطر، فالرحلة التي نستقبلها اليوم هي الأولى ضمن سلسلة من الطائرات التي ستصل تباعا، مما سيسهم في تغطية النقص في المواد الطبية والغذائية، والذي نعاني منه حاليا”.
وأردف: “لا تقتصر أهمية هذا الدعم على الجانب المادي فحسب، بل تحمل رسالة معنوية عميقة للشعب اللبناني، تقول له: “لست وحدك”. إن هذه المساعدات تشكل رمزا للتضامن والتآزر العربي، في وقت يحتاج لبنان إلى كل دعم ممكن. وعلى الصعيد المادي، ومع الأعداد الكبيرة من المصابين التي تقترب من العشرة آلاف، والنازحين الذين فاق عددهم المليون ومئتي ألف، يمثل هذا الدعم دفعة حيوية للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني”.
وختم: “لا بد من التأكيد أن الحل الحقيقي لا يكون، إلا بوقف فوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حلول ديبلوماسية، فنحن في لبنان نعوّل على جهود أشقائنا العرب، وفي طليعتهم دولة قطر، للوصول إلى حل ينقذ البلاد ويعيد الأمن والاستقرار.”
ياسين
ثم تحدث ياسين فشكر ل”دولة قطر حكومة وشعبا ولصاحب السمو الأمير الشيخ تميم المبادرة المهمة التي تأتي في وقت عصيب جدا لتأمين الحاجات الملحة الانسانية طبيا وإغاثيا”، وقال: “إن هذه المساعدات سترسل تباعا، وبشكل تدريجي خلال أيام قليلة إلى مستحقيها في كل المناطق حيث يبلغ عدد النازحين مليونا ومئتي الف شخص، وهناك أكثر من ألف مركز إيواء”.
الخاطر
وأكدت الوزيرة القطرية أنها “محملة برسالة تضامن ومحبة للبنان وشعبه الشقيق ضد العدوان الوحشي، الذي طال لبنان وجزءا من بنيته التحتية ومستشفياته”، وقالت: “لولا تقاعس المجتمع الدولي تجاه غزة لما تجرأ العدو الإسرائيلي على توسيع اعتداءاته ضد دولة ذات سيادة”.
وأكدت “وقوف قطر إلى جانب لبنان حكومة وشعبا ومؤسسات وطنية، لا سيما وزارة الصحة العامة التي تقوم مع الطواقم الطبية بدور بطولي”، وقالت: “لا يخفى عليكم أن دولة قطر كانت وما زالت داعمة للقوات المسلحة اللبنانية، هذه المظلة الوطنية التي تجمع كل اللبنانيين”.
أضافت: “اسمحوا أن أقول كلمة، يبدو أن الاحتلال يعيش وهما بأنه يستطيع تفريق الصفوف العربية، فهو بذلك واهم. هناك وحدة في الصف العربي تجاه هذا العدوان الذي هو ضد كل الأعراف والشرائع الدولية، وهو مدان ومستنكر جملة وتفصيلا”.
وأشارت الوزيرة القطرية إلى أن “ادعاءات الاحتلال بأنه يستهدف طيفا أو مناطق معينة هي ادعاءات غير دقيقة، إذ ان الضحايا بغالبيتهم من المدنيين”، مؤكدة “استمرار دعم دولة قطر”، مشيرة إلى “بدء الجسر الجوي لحمل مواد غذائية وطبية، إضافة إلى العمل على خطط متوسطة وبعيدة المدى من أجل احتواء الازمة الانسانية لأكثر من مليون ومئتي الف نازح في فترة زمنية قصيرة”.
وأكدت أن “العمل لا يقتصر فقط على الإغاثة العاجلة، بل على خطط متوسطة وبعيدة المدى، مجددة مطالبتها ب”وقفة جادة من المجتمع الدولي لوقف النار”.