الأبيض في افتتاح محطّة توليد الأوكسجين في مستشفى بعبدا الحكومي: النظام الصحي من اكثر المعانين من التأثيرات
دشنت وزارة الصحة العامة محطّة توليد الأوكسجين الخاص في مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي، برعاية وحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض، والسفير الالماني كورت جورج شتوكل شتيلفريد، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، ممثل منظمة الصحة العالمية بالإنابة في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر، المدير العام للمستشفى فريد صباغ، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة هشام فواز، مدراء المستشفيات الحكومية ومهتمين، في حرم مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي.
بعد النشيد الوطني، القت عريفة الحفل أشارت فيها الى ان “معمل الأوكسيجين يعد واحدا من سبع معامل أوكسيجين أنشأتها منظمة الصحة العالمية حديثاً في المستشفيات الحكومية في جميع أنحاء البلاد، بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة العامة وبدعم مالي من ألمانيا عبر بنك التنمية الألماني KFW، لتعزيز جهوزيتها واستقلاليتها من حيث إنتاج الاوكسيجين الطبي. وهذا جزء من الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة العامة بشأن جهوزية النظام الصحي لمواجهة الأزمات”.
فواز
وشرح رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة آلية استعمال الغازات الطبية في المستشفيات “لاكثر من هدف وبشكل آمن وسليم للعاملين والمرضى في آن واحد”، وقال: “ان معدل استعمال الاوكسيجين في اي مستشفى يصل الى 8 الاف ليتر في الشهر، وهذا المعمل الحديث في مستشفى بعبدا الجامعي يتوقع ان ينتج حوالى 6720 ليترا. وهي كمية اكبر من حاجة المستشفى وستتأمن من هذا المعمل، وبعد سنة من اليوم سيتمكن هذا المعمل من تحقيق الإيرادات للمستشفى، وهذا يدل على ان هذا المشروع مستدام وهذه هي احدى الاهداف التي تقوم بها وزارة الصحة العامة” .
ابو بكر
من جهته، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان “أهمية الأوكسجين كعلاج منقذ للحياة ولا بديل له، وهو ضروري جدا لعلاج الأمراض التنفسية مثل كوفيد والإلتهاب الرئوي إضافة إلى استخدامه في الجراحة وعلاج الصدمات”، مشيرا الى “ان واحدة من أولويات استراتيجيات الأمم المتحدة تتمثل بتوفير البنية التحتية اللازمة في المستشفيات لتأمين الأوكسجين بشكل مستدام، بكميات كافية وبأسعار مقبولة”.
وقال: “انطلاقا من ذلك، إلتزمت منظمة الصحة العالمية تأمين الأوكسجين في المستشفيات، وعملت على إنشاء محطات توليد الأوكسجين في سبعة مستشفيات حكومية بالتعاون مع بنك التنمية الألماني KFW”.
السفير شتيلفريد
وقال السفير الالماني: “لدينا اليوم مناسبة سعيدة رغم الأوضاع غير المستقرة التي يمر بها لبنان، إذ يسعدني أن أفتتح اليوم محطة جديدة لتوليد الأوكسجين بتمويلٍ من الوزارة الألمانيّة للتعاون الاقتصادي والتّنمية، هنا في مستشفى بعبدا الجامعي الحكومي”.
اضاف: “هذه المحطة هي واحدةٌ من سبع قمنا بتركيبها بتمويلٍ ألماني داخل المستشفيات الحكوميّة في لبنان. وهي جزءٌ من مشروعٍ مموّل عبر بنك التّنمية الألماني KfW، ويتم تنفيذه بالشراكة مع وزارة الصّحة العامّة. يمثّل حدث اليوم ختام هذا المشروع؛ وعلامةً فارقة في جهودنا المشتركة لتحسين نظام الرعاية الصحيّة العامّة في لبنان”.
وتابع: “الأوكسجين الطّبي، كما سمعنا من الخبراء للتو، ضروريٌّ لعلاج العديد من الحالات الصّحية، والتي من بينها قصور القلب والالتهاب الرئوي والربو. كما أنّه ضروريٌ للجراحة، وعلاج الصّدمات، وفي الرّعاية الصّحية للأم والطّفل. عندما تفشّت جائحة كورونا عام 2020، رصدت ألمانيا استجابةً للجائحة تمويلاً خاصّاً لمكافحة كورونا. ففي لبنان، أنشأنا مشروعاً مع وزارة الصّحة العامّة بميزانية وقدرها أربعون مليون يورو بالتعاون مع منظّمة الصّحة العالميّة واليونيسيف. ونتيجةً لذلك، قمنا بتعزيز قدرات إنتاج الأوكسجين الطّبي في لبنان، والذي سيستفيد منه نحو خمسة وسبعين ألف مريض ومريضة كلّ عام. بالإضافة الى مساهمتنا في تجهيز مائة وخمسين مركزاً للرعاية الصّحية الأوّلية بألواح الطّاقة الشّمسية، ودعمنا الموظّفين في وحدات العناية المركّزة في المستشفيات الحكوميّة”.
واردف: “تُشير هذه الأمثلة الى تحسين محدد وملموس أُحرِز في نظام الرّعاية الصّحية العامّة في لبنان. فجهودنا هذه موجّهة إلى دعم وزير الصّحة في حكومة تصريف الأعمال، والموظفين والشركاء في جهودهم، لتلبية الضّغط المتزايد على نظام الرّعاية الصّحية العام”.
وتوجه الى وزير الصحة بالقول: “أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأشكرك شخصيّاً على تفانيك، وعلى تعاونك الاستثنائي في هذا المشروع. نعتقد أنّ التزامك وموظّفيك هو مصدر إلهامِ وسببٌ للأمل. نقوم اليوم رسميّاً باختتام هذا المشروع، إلّا أننا سنواصل العمل مع وزارتكم، كأن نعمل سويةً في مجال حلول الطّاقة الشّمسية للعيادات”.
واشار السفير الالماني الى ان الطّلب في لبنان على الخدمات الصّحية ذات الجودة العالية، وبأسعار معقولة، بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق. وفي الوقت الحاضر لا يتسنّى لجميع النّاس الحصول على هذه الخدمات الأساسيّة، إذ أعاقت الأزمات المستمرّة والأخيرة منها، النّفاذ إلى خدمات الرعاية الصّحية. وفي ظلّ مواجهة هذه الأزمات، يتطلّب توفير تلك الخدمات تفانياً خاصّاً، وجُهدًا متواصلاً لتحقيق التقدم”.
وختم: “اتوجّه أيضاً بخالص الشكر والتّقدير إلى شريكنا المنفّذ، منظمة الصّحة العالميّة، وإلى كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع، وخصوصا المديرين والعاملين في المستشفيات الشّريكة. فنحن من خلال تعاوننا هذا لا ندعم سوى عملكم، لنُحدث – معاً – فرقاً في حياة النّاس في لبنان”.
الابيض
والقى راعي الاحتفال الوزير الابيض كلمة قال فيها: ” لا شك ان لبنان يواجه سلسلة من الازمات بدأت من خلال استقبال هذا العدد الكبير من النازحين والذي يشكل حوالى اكثر من ثلث السكان، ومن ثم توالت الازمات المالية وازمة الكورونا وانفجار المرفأ الى الازمات الاقتصادية المحلية والعالمية وانتهاء بالعدوان الذي يطال منطقة جنوب لبنان. وفي ظل كل هذه الازمات، لا شك ان النظام الصحي من اكثر المعانين في الحقيقة من التأثيرات، وكما قال سعادة السفير الالماني أثر على القدرة عند الطبقات الهشة في المجتمع بالوصول الى الخدمات الصحية. وامام كل هذه الازمات كانت وزارة الصحة على تعاون كبير مع شركائها كي تؤمن الاستمرارية في تأمين الخدمات الصحية في هذه الاوقات الصعبة وعلى رأس الشركاء كان هناك دور كبير لألمانيا. واذكر جيدا عندما كنت مديرا لمستشفى الحريري كان المستشفى احد المستفيدين من المساعدات التي رصدتها المانيا لمساعدة لبنان والنظام الصحي فيه”.
وتابع: “هناك مساعدات من المانيا مباشرة مثل تجهيز الطاقة الشمسية والتي استفاد منها اكثر من 150 مركزا صحيا، وكذلك استفادت 10 مستشفيات ومنها مستشفى بعبدا الجامعي من محطات توليد الاوكسيجين الطبي، كما ان هناك مساعدات اخرى والتي اشكر فيها باسم دولة لبنان الدولة الالمانية والاتحاد الأوروبي. اضافة الى ذلك، قامت المانيا بعدة مشاريع في لبنان كان لها الانعكاس الايجابي على القطاع الصحي وخصوصا واهمها مشاريع المياه لانتاج المياه النظيفة في عدة مجالات، وهنا لا بد من شكر دولة المانيا وشعبها الشقيق على كل المساعدات التي قدمت للبنان ولاسيما في هذا الظرف الصعب “.
اضاف: “أعود وأكرر ان مسؤولية النازحين الموجودين في لبنان هي مسؤولية مشتركة على الدولة اللبنانية وعلى دول العالم”، مذكرا “بالاستراتيجية التي اطلقناها في العام 2023 في الشأن الطبي وكان اعتمادها على المستشفيات الحكومية والدور الذي تقوم به لتقديم الخدمات الصحية، ونحن نفذنا لغاية اليوم اكثر من 22 مشروعا لتوسيع المستشفيات الحكومية، وقد زدنا عدد الاسرة فيها لاسيما وان هذه المستشفيات وخلال ازمة الكورونا الصعبة اظهرت انها الملاذ الاول، خصوصا للطبقات الهشة. وهنا احيي هذه المستشفيات والعاملين فيها على جهودهم ومن المقرر ان تقر السلف المالية لهذه المستشفيات لتمكينها من مواصلة عملها وتأمين كل حقوق العاملين فيها دعما لجهودهم”.
وقال: “أود التحدث عن اهمية مشروع محطة الاوكسيجين في مستشفى بعبدا الجامعي وعن جهوزية وزارة الصحة العامة في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي يطال الاطفال والنساء والشيوخ، ونحن ندعو كحكومة الى وقف فوري لكل هذه الاعتداءات، ولكن في المقابل يهمنا كوزارة صحة ان تكون كل المستشفيات في جهوزية تامة ولاسيما لجهة تأمين الطاقة والاوكسيجين. واود ان اعلن ان اكثر من 15 مستشفى حكوميا قد تأمنت له الطاقة الشمسية وكذلك تأمن موضوع الاوكسيجين لاكثر من12 مستشفى حكوميا وهي من اكبر المستشفيات. واكرر اننا في وزارة الصحة نحاول بكل جهدنا ان نكون بجهوزية تامة لمواجهة كل ازمة قد تطرأ علينا، وأكرر ان الحل الافضل هو مع وقف فوري للنار وحماية أرواح المواطنين”
وختم الابيض: “اوجه مرة جديدة كل الشكر لشركائنا في منظمة الصحة العالمية وغيرهم من الشركاء الذين يواكبوننا في كل مشاريعنا، أكان في الاستراتيجية الصحية او المشاريع في المستشفيات والمراكز الصحية. ونحن، رغم الامكانيات المتواضعة، سنبقى اوفياء لتقديم واجبنا تجاه اهلنا والمجتمع وشكرا للجميع”.