صدى المجتمع

الأبيض: المبنى الجديد لمستشفى الكرنتينا شهادة على ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والمثابرة

 رعى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض حفل وضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي- الكرنتينا الممول من دولة قطر عبر صندوق قطر للتنمية، بحضور سفير دولة قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والوفد الدبلوماسي المرافق، أمس.

الأبيض

وفي كلمته لفت الوزير الأبيض إلى أن “وضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى الكرنتينا الحكومي، بدعم كريم من دولة قطر عبر صندوق قطر للتنمية، يأتي بعدما كان هذا المستشفى شاهدًا على واحدة من أصعب المحطات في تاريخنا المعاصر وهي فاجعة انفجار مرفأ بيروت. وها هو يعود اليوم ليكون رمزاً للتجدد والصمود، ويَمضي قدمًا في مسيرة التطور والنمو والحداثة”.

وتابع: “إن مشروع المبنى الجديد لمستشفى الكرنتينا لا يمثل إعادة بناء مرفق صحي فحسب، بل هو شهادة على ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والمثابرة والإصرار. فمن المؤكد أن الرابع من آب 2020 لن يُمحى من ذاكرتنا. فقدنا حينها أرواحاً عزيزة وزملاء كانوا في الصفوف الأمامية، وانهارت مؤسسات ومبان على رؤوس قاطنيها، فكان ليلٌ أسودُ طويل مضرّجًا بدماء الجرحى والضحايا. لكننا اليوم هنا، نؤكد أن النهوض من بين الأنقاض ممكن، لا بل بات واقعًا، لأننا مؤمنون بأن إرادة الحياة أقوى من كل الظروف”.

 وأوضح وزير الصحة أن “خدمات مستشفى بيروت الجامعي الحكومي – الكرنتينا الجديد لن تقتصر على سكان بيروت، بل سيقدمها لكل اللبنانيين من أي منطقة أتوا، وسيكون هذا المستشفى ركنًا محوريًا في استراتيجية وزارة الصحة العامة لإعادة بناء قطاع استشفائي عام متكامل يخدم جميع الفئات من غير أي تمييز، ولا سيما الفئات الأكثر هشاشة”، مضيفا “نحن ماضون في إنشاء شبكة صحية قوية تقدم الخدمات لمجتمعنا، وتكون سندَه القوي الذي لا يتراجع أو يتلكّأ عندما تحلّ الأزمات والتحديات الصحية، وهو ما أثبتته مستشفياتنا الحكومية خلال جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية التي مرّ ويمرّ بها وطننا”.

ولفت إلى أنه “سيتم الإعلان قريبا عن عدة مشاريع تعاون بين عدد من المستشفيات الحكومية ومنها هذا المستشفى بالذات ومستشفيات جامعية كبرى في لبنان بهدف توسعة مروحة الأعمال الطبية المقدمة في المستشفيات المقدمة ورفع جودتها، بالإضافة إلى تعزيز برامج تدريب الكوادر العاملة فيها وافتتاح أقسام علاجية جديدة مما يخدم استراتيجية وزارة الصحة بتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية وخاصة للفئات الأكثر هشاشة في مجتمعنا”.

وتوجه وزير الصحة بالشكر لأصدقاء لبنان، ولا سيما دولة قطر على “دعمها السخي للقطاع الصحي في لبنان. وهو دعمٌ يتجلى اليوم في مشروع المبنى الجديد لمستشفى بيروت الجامعي الحكومي – الكرنتينا، ولكنه ليس الأول من نوعه، فصندوق قطر للتنمية قدم العديد من المساعدات الطبية للشعب اللبناني، ولم يتوان عن دعم القطاع الإستشفائي الحكومي في خضم الأزمة المالية فساعده على الصمود ومواجهة تأثيرات الأزمة”

وأشار إلى أن “كل هذا الدعم في المرحلة السابقة منح قطاعنا الصحي القدرة على الإستمرارية، وها هو يمنح مستشفانا هذا في هذه المرحلة القدرة على النمو والتوسع. فشكرًا لصندوق قطر للتنمية وشكرًا لدولة قطر الشقيقة التي تشعرنا بأن لبنان ليس وحده في زمن الأزمات، وما نراه من مبادرات تضامن يعزز الثقة ويشكل رسالة أمل للمستقبل مبنية على علاقات أخوية ثابتة بين بلدينا”.

وختم الوزير الأبيض قائلا: “بينما نضع اليوم حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي – الكرنتينا، فإننا نضع كذلك حجر الأساس لمستقبل أكثر إشراقاً لقطاعنا الصحي. مستقبلٌ يعتمد على التعاون والعمل الجاد من أجل تقديم رعاية صحية عالية الجودة في مستشفياتنا الحكومية، تتساوى مع أفضل المستشفيات الخاصة. بهذا المشروع نؤكد مجدداً أن لبنان قادر على التعافي والتطور بفضل جهود أبنائه ودعم أصدقائه وأشقائه. فلنبنِ معاً نظاماً صحياً قوياً وعادلاً، يعكس تطلعات الشعب اللبناني المحب للحياة والتقدم والذي لا يعرف الاستسلام”.

السفير القطري

من جهته أبدى سفير قطر لدى لبنان سعادته بالمشاركة في وضع حجر الأساس لمستشفى الكرنتينا الذي تم تمويله من دولة قطر بعد انفجار المرفأ في عام 2020. وقال: “يعكس هذا المشروع الذي يضاف إلى مشاريع عديدة قامت بها دولة قطر في لبنان، توجيهات صاحب السمو أمير قطر الالتزام بدعم لبنان في المجالات كافة والحرص الدائم على تعزيز العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين”.

أضاف: ” أن الرعاية والخدمات الصحية تشكل أولوية لدولة قطر الوطنية وهدفا من أهداف التنمية المستدامة، ولذلك هي في مقدمة الدول التي تسعى جاهدة من خلال المساعدات الصحية والإنسانية لضمان عالم أكثر صحة للجميع”.

وختم آملا في هذه المناسبة أن “يتم انتخاب رئيس للجمهورية قريبًا وذلك لعودة الإستقرار إلى لبنان العزيز والأمن للشعب اللبناني الشقيق”.

 العسيري

كذلك تحدث المدير العام لصندوق قطر للتنمية بالإنابة، فوصف المناسبة ب”الإنسانية النبيلة لأنها تتمثل بتعزيز التعاون والتضامن بين الأشقاء”، وقال: “إن وضع حجر الأساس لمستشفى الكرنتينا يمثل خطوة جديدة في مسار التعاون الأخوي بين جمهورية لبنان ودولة قطر. ونحن في قطر من خلال صندوق قطر للتنمية نؤمن بأن الصحة حق أساسي لكل فرد وبأن توفير الرعاية المتميزة والحديثة هو أمر ضروري لحياة كريمة للجميع. ويأتي هذا المستشفى كمشروع استراتيجي لتعزيز البنية التحتية الصحية وتقديم الخدمات المتقدمة للجميع”.

وتابع: “لا شك أن هذا الصرح سيكون علامة فارقة في تعزيز البنية الصحية والتنمية المستدامة في المنطقة ونحن نأمل أن يسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين في لبنان. إن ما نشهده اليوم هو نتاج رؤية قطرية تسعى دائما إلى تقديم العون للشعوب الصديقة والشقيقة في الأوقات الصعبة، فقد كانت قطر حاضرة دائمًا إلى جانب لبنان في مختلف المحطات ونحن نتطلع إلى أن يستمر هذا التعاون في مختلف المجالات التنموية”.

مطر

وكانت كلمة لمطر إستهلها بتوجيه الشكر لدولة قطر التي أظهرت دعمًا صادقًا من خلال صندوق قطر للتنمية الذي سيقوم بإعادة بناء وتجهيز المبنى القديم في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي – الكرنتينا بعدما تضرر تضررًا جسيما خلال الحرب في لبنان وبعدها في الرابع من آب 2020. وقال: “إن مجلس إدارة المستشفى والعاملين فيه ولا سيما المديرة كارين صقر يعربون عن أعمق شكرهم لمساهمتكم”.

وأوضح أن “المشروع يهدف إلى تحويل هذا الصرح الطبي إلى مستشفى نموذجي يلتزم بالمعايير الدولية مما يعزز الصورة الإيجابية عن المستشفيات الحكومية في لبنان التي نطمح إليها ويطمح إليها وزير الصحة العامة. سيكون المرفق الجديد والمتطور قادرًا على استيعاب حوالى سبعين سريرًا من مجمل الإختصاصات ولا سيما للكبار، بالإضافة إلى سبعين سريرًا في المبنى الحالي الذي سيحوّل في مرحلة لاحقة إلى قسم الأم والطفل بعد إنهاء المبنى القطري المنوي إنشاؤه وتجهيزه بتمويل من الصندوق القطري للتنمية، مما يمثل تطورًا كبيرًا في البنية التحتية والخدمات الصحية لمجتمعنا”.

وأعرب عن الشكر الجزيل لوزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض “الذي لم يأل جهدًا لدعم هذا المشروع”، مؤكدًا أنه “حتى في مواجهة المحن يمكن للتضامن والتعاون أن يحققا إنجازات رائعة”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى