صدى المجتمع

الأبراج البشرية.. تقليد إسباني

تتشكل الأبراج عادة من مبانٍ متراصة، إما بشكل عمودي أو تصاميم هندسية مبتكرة، ولكنَّ تقليداً غريباً في إسبانيا غيّر الفكرة المعتادة للأبراج؛ إذ يقام تقليد بناء الأبراج البشرية، والتي تسمى القلاع، وهو تقليد تنافسي بين فرق تسمى «colles» لبناء البرج الأطول والأكثر تعقيداً المصنوع من البشر وهم يقفون فوق بعضهم.

القلاع ظاهرة ثقافية ريفية في كتالونيا، بدأت في القرن التاسع عشر، وتأسست في عام 1801 في تاراغونا، وهي منطقة دينية في كتالونيا، وتحوّلت إلى ممارسة تقليدية مركزية في الاحتفالات القومية الشعبية.

الهدف من هذا النصب بناء وتفكيك البرج دون السقوط؛ إذ إنهم ينجزون ذلك من خلال إمساك أجساد بعضهم بإحكام وخفض رؤوسهم، مما يبني منصة بعد بناء الأساس، وتنقسم جميع القلاع إلى ثلاثة أجزاء: «بينيا»، يعرف أيضاً باسم الكتلة، والتي يتردد صداها مع الجزء السفلي من البرج؛ إذ يتحملون وزن البرج بأكمله ويقدمون الدعم في حالة حدوث أي سقوط، وكلما ارتفع البرج، زاد عدد الأشخاص، «الترونك» يعرف أيضاً بالجذع، وهو الهيكل العمودي بين قمة البرج وقاعدته، «بوم دي دالت» هذه هي النخلة العلوية، ويصنعها الأطفال؛ لأنها الأخف وزناً والأسهل في الحمل.

وتبدأ هذه الأحداث في يونيو/حزيران وتنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني سنوياً عندما يبدأ الموسم في التباطؤ، وأحد الجوانب المثيرة للاهتمام في هذه القطعة الفنية أن القلاع مصنوعة على إيقاع موسيقى تسمى «toc de castells»، يتبعها لحن الموسيقى لتنسيق تحركاتهم، وقبل بناء كل قلعة هناك أغنية «toc d›entrada a la plaça»، التي يتم تشغيلها كطقوس مسبقة للحدث، كما يرتدي كل فريق قميصاً بلون مختلف، وبهذه الطريقة يرتدي الجميع نفس الملابس، من أجل جعل البرج يبدو متناغماً.

عادة ما يرتدي لاعبو فريق «Castellers» سراويل بيضاء، ووشاحاً أسود وباندانا، وقميصاً يمثل شعار الفريق، ويعدّ الوشاح الجزء الأكثر أهمية في ملابسهم؛ إذ إنه يمثل التقليد ككل، كما يعتقد أيضاً أن الوشاح يدعم الجزء السفلي من الظهر، ويتم استخدامه من قبل صانعي القلاع الآخرين في الفريق كموطئ قدم أو مسند يد عند تسلق البرج. ومع ارتفاع البرج، أصبح أفراد عائلة «كاستيلر» أصغر سناً؛ إذ يبلغ عمر أصغرهم 4-5 سنوات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى