افتتاح معرض مشاريع وابحاث الجامعات اللبنانية لإعادة إعمار منطقة انفجار مرفأ بيروت
إفتتحت لجنة متابعة “إعلان بيروت العمراني” بالتعاون مع نقابة المهندسين في بيروت، معرض مشاريع وأبحاث الجامعات اللبنانية حول إعادة إعمار منطقة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 في متحف بيت بيروت – السوديكو. وأقيمت ندوة في الافتتاح، تحدث فيها مسؤولون رسميون ونقباء واكاديميون واساتذة عمارة، في حضور محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود ونقيب المهندسين في بيروت المهندس عارف ياسين ورئيس هيئة المعماريين العرب ايلي حداد ورئيس مؤسسة الجادرجي من اجل العمارة والمجتمع منسق لجنة متابعة “اعلان بيروت العمراني” حبيب صادق، ونقيب المهندسين السابق في بيروت جاد تابت، وعمداء من كليات العمارة في جامعات لبنانية وأعضاء حاليين وسابقين في مجلس نقابة المهندسين في بيروت، وعمداء من كليات العمارة في جامعات لبنانية واعضاء حاليين وسابقين في مجلس نقابة المهندسين في بيروت واكاديميين ومهندسين ومعماريين واساتذة العمارة وطلابها.
وأوضح بداية، عضو لجنة المتابعة الدكتور عاطف مشيمش “أن النشاط يأتي في سياق إعلان بيروت العمراني الذي بدأ بالاعلان ثم بورشة عمل الى المؤتمر وصولا الى معرض أعمال وأبحاث كليات العمارة في لبنان، وشكل المعرض ظاهرة تتمثل باجتماع الجامعات موحدين من أجل قضية وطنية وهي تقديم الافكار والاقتراحات في سبيل إعادة الاعمار في منطقة المرفأ“.
ولفت الى أن نقابة المهندسين في بيروت (فرع – روابط) تشارك في هذا النشاط وسبع كليات، من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، ومؤسسة الجادرجي من اجل العمارة والمجتمع. وقال: “كان لنقابة المهندسين في بيروت دور رائد في التدخل بالمراحل الاولى من خلال تطوع مئات المهندسين ضمن لجان مسح وتقييم الاضرار، وتقديم المشورة للتدخل السريع والطاريء لعمليات تأمين السلامة العامة من خلال التدعيم وتقوية المباني المهددة بالانهيار وخاصة التراثية منها، كما سخرت النقابة الخبرات والقدرات الهندسية في خدمة المنطقة الانفجار“.
وأشارت منسقة معرض “اعلان بيروت العمراني” الدكتورة رنا الدبيسي الى “ان هذا المعرض يحوي أعمالا من كل كليات العمارة الذين هم شركاؤنا في هذا النشاط، وهي عبارة عن مشاريع وابحاث منها مشاريع واقعية ومنها افتراضية، وهي متنوعة على مقياس المنطقة ككل، وكان شغلها اعادة خياطة مناطق بيروت وربطها بالمرفأ، ومن اكبر التحديات التي تتعاطى مع استخدام حواضر المدينة خصوصا التحدي في اعادة ربط واحتياجات المدينة بالمرفأ“.
واضافت: “يشكل المعرض اول محطة بمرصد بيروت العمراني الذي هو بنك الداتا الذي نتج عن المحور الخامس“.
وتناول الدكتور صادق انطلاقة الاعلان في 10 أب 2020 بعد 4 ايام من انفجار مرفأ بيروت. وقال: “تشكل الوثيقة خلاصة مجهود فكري وثقافي يساهم في صياغة رؤية شاملة وتصورات واقتراحات للفكرة العامة لإعادة تشكيل وحياكة مكونات المدينة، وافكار واقتراحات مجدية وتوجهات رؤيوية وعملانية للمجتمع اللبناني واداراته في المؤسسات الرسمية المعنية، وقدمت نظرة شاملة بجوانبها الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية، والتعامل مع الموقع باعتباره نسيجا مدنيا متكاملا، واعادة نظر بمكونات المدينة بعامة والمنطقة المنكوبة بخاصة، وذلك ضمن بيان عرض المراحل التاريخية للمدينة، المكونة لشبكاتها الثقافية والتي ترتكز على نسيجها الاجتماعي، الاقتصادي، والمعماري، في سبيل وضع خطة معاصرة“.
وأشار الى ان هذا البيان “تناول خمسة محاور اساسية وهي: البعد التاريخي، المسار الاقتصادي والاجتماعي، الخطة الشاملة لاعادة تأهيل المنطقة، تحديات حماية واعادة تأهيل النسيج التراثي والعمراني وادارة وتنظيم التخطيط واعادة الاعمار“.
وأكد “ان التحديات والفرضيات شكلت مبادرة اعلان بيروت العمراني الرائدة، ومساهمة فعالة بتأسيس شراكة مبتكرة في مقاربة قضية عمرانية وطنية بين المؤسسات الاكاديمية والهيئات والمؤسسات المهنية والعلمية المعمارية“.
واضاف: “لقاؤنا اليوم يؤسس لاطلاق اعلان بيروت العمراني باعتباره حركة فكرية وحسية تعنى بقضايا البيئة المعمرة، بحيث تشمل العمارة وتداخلها مع معيش المجتمع وفراده، والسعي من اجل تغليب الحق العام والمصلحة العامة في انتاجنا العمراني، حق الانسان، بالعمارة الجيدة، فهي ليست ترفا مقتصرا على نخبة متذوقة او قادرة، انها ضرورة اجتماعية.. والدعوة الى اعتماد اعلان بيروت العمراني اطارا وطنيا ببعده الاكاديمي والمهني والفكري، لطرح الرؤى والافكار في مواجهة التحديات العمرانية، واعتبار الانطلاقة من تحدي انفجار مرفأ بيروت تأسيسا فعالا ورائدا، للشراكة في مواجهة التحديات العمرانية الوطنية، كما وبداية لتأسيس بنك المعلومات ومرصد القضايا العمرانية“.
وتناول النقيب ياسين من جهته، تحرك نقابة المهندسين “بعد جريمة تفجير مرفأ بيروت”، وتنفيذها “مشروع مسح الاضرار الانشائية للمباني المتضررة وتلك التي تشكل خطرا على السلامة العامة”. وقال: “لكي لا تحصل كارثة في ترميم واعادة بناء المباني المتضررة والاحياء المتضررة والمرفأ كما حصل في فترات سابقة من تاريخ بيروت الحديث بعد عملية اعمار وسط بيروت، بادر مجموعة من اساتذة العمارة في لبنان بالتحرك وكان مؤتمر للنقاش والدراسة بحضور 70 معمارية ومعماريا من اساتذة الجامعات جمعهم اعلان بيروت العمراني“.
واشار الى انه “صدرت توصيات محددة لتوجيه عملية الترميم والبناء ووضع رؤية للنقاش لهذه العملية المهمة في حياة المدينة والبلد، ومع غياب مؤسسات الدولة تبرز اهمية الدور الرائد للمعماريين وللمهندسين عموما“.
وقال: “الاهم ان تبقى المتابعة مستمرة في كل ما يتعلق في عملية البناء والاعمار لأن نهج سياسات الحكومات المتعاقبة لا يزال مستمرا باستسهال ايجاد مداخيل على الموازنة العامة على حساب تشويه البيئة والبيئة المبنية المعاشة وتعزيز منطق الريع على حساب الحق العام“.
أضاف: “منذ ايام صدر قانون عن مجلس النواب يسمح بإضافة طابق على الابنية القائمة، وعلى عامل الاستثمار بإضافة طابق على الاراضي غير المبنية، ويعمل المجلس النيابي ايضا على اصدار قانون السماح للبناء لنماذج جاهزة من دون رخصة بناء غير منظمة (150 مترا طابقين) ورفضت نقابة المهندسين اضافة طابق في 2019، كما ورفضنا الآن وقبل صدور هذا القانون في نقابة المهندسين هذا العمل التشويهي الكارثي بحق الابنية المبنية وبحق العمارة“.
وأشار الى “ان سيطرة منطق ان كل ارض هي عقار قابل للبناء عليه من اجل الربح هو الكارثة ويجب مواجهته، واعلان بيروت العمراني وهذا المعرض هو جزء اساسي من هذه المواجهة وهو يساهم في منع ان تكون اعادة الاعمار ما تهدم وما تضرر سببا لمحو الهوية التراثية والمعمارية للمدينة كما حصل في تجارب عملية اعادة اعمار وسط بيروت “سوليدير” بعد الحرب“.
ولفت الى ان “المدينة تحيا بسكانها وعودة الناس الى منازلهم واحيائهم والمشاركة الفعالة في عملية اعادة الترميم والاعمار مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي والعمراني والثقافي هو الامر الاكثر الحاحا الآن”، داعيا الى “تجديد للقانون 194 الذي يمنع البيع والشراء للعقارات والوحدات السكنية في المناطق المتضررة“.
وقال: “نحن كنقابة المهندسين عملنا ويجب ان نعمل على ان يكون هناك مرصد عمراني وبنك معلومات“.
أضاف: “يجب ان نستفيد من هذا العمل لوضع اسس ومنهج علمي للبناء ولمواجهة سياسة البيع والربح على حساب الحق العام“.
وختم: “يجب ان نعمل ايضا على ان تكون اهراءات بيروت شاهدة على هذه الجريمة وشاهدة على ذاكرة بيروت وتاريخها“.
أما المحافظ عبود فقال: “تتميز الشعوب والحضارات واكتشاف هوية اية دولة تاريخيا بأربعة أشياء هي: اللغة والزي والمطبح والنمط المعماري. الزي اصبح موحدا الى حد ما، اللغة لا تزال موجودة، والاكل يتميز بين الشعوب، اما النمط المعماري فهو الاساس والشاهد على التاريخ والمعبر الاساسي عن هوية الشعوب وعن حضارتها وتاريخها. وما يؤسفني ان الابنية بدأت تتشابه في كل دول العالم، ونستورد انماطا معمارية من الخارج ونزرعها في لبنان، فهو غني بأنماطه المعمارية القديمة، والمنطقة التي حصلت فيها كارثة انفجار 4 آب كانت غنية جدا بأنماطها المعمارية والحضارية والتراثية ونسيجها البشري“.
أضاف: “عند وقوع الانفجار اعتقدنا ان بيروت قد سالت وان هويتنا قد سحقت، فتنادينا وكان معنا نقيب المهندسين السابق جاد تابت، انشأنا خلية عمل مع المهندسين بخط تواصل، واخذنا المبادرة، قررنا ايقاف بيع العقارات ومنعنا الهجمة الغريبة التي تريد اقتلاع المنازل التاريخية التراثية التي هي هوية بيروت واستبدال هذه الاحياء الجميلة بناطحات سحاب، كذلك اقرينا قاعدة بناء بضرورة اعادة الوضع الى ما كان عليه ووفرت علينا الكثير من النزاعات بين المالك والمستأجر، فكل شخص كان متواجدا في منزله عشية 4 آب ولو محتلا له الحق المطالبة بتعويضات الترميم، واخذنا على عاتقنا اعطاء ايصالات ترميم خلافا للشكل القانوني المعتمد من ابراز الخرائط وما شابه.. شرط ان يتم الترميم تحت اشراف مهندس مختص، وان تقوم وزارة الثقافة بالموافقة على الترميم. وادخلنا وزارة الثقافة لكي تتعاطى بكل الابنية المصنفة التي هي قليلة جدا وغير المصنفة، ويمنع القيام بأي عمل ترميم من دون موافقة وزارة الثقافة“.
أضاف: “قام مئات المهندسين من النقابة والجامعات بمسح شامل للاضرار، وانشأوا بنك معلومات، وهي تجربة فريدة من نوعها وقد اعجبت بها كثيرا وسنكمل بها. بيروت كانت منكوبة بأحياء عدة ليس فقط من الانفجار بل من الاهمال ومن سوء الخدمة فيها، وهناك عدد من البيوت قديمة العهد متصدعة، وقام عدد من التجار باستغلالها واستحصلوا على تراخيص بالتواطؤ مع ضعاف النفوس من الموظفين، وكانوا يستعملون مياه مالحة غير صالحة للبناء ونرى بسبب ذلك الاهتراء بالحديد وقد نجد انفسنا امام كارثة“.
تابع: “علينا إطلاق اتفاقية بين بلدية بيروت والجامعات اللبنانية العاملة في مجال البناء والعمارة على تقسيم بيروت وإعداد الدراسات والتصاميم التوجيهية لإعادة ترتيب واحياء هذه المناطق والاحياء، فضلا عن اعادة ترتيب واجهاتها ودراسة البنى التحتية فيها واستعمال الحدائق العامة. وقد تكون الفكرة حركة تنافس بين الجامعات بمساعدة البلدية على فرض نمط معماري معين وايجاد مساحة تنافسية بين طلاب الجامعات لنتمكن من تخريج جيل جديد يؤمن بالعمل المؤسساتي لأن ما ينقصنا دراسة مشاريع خاصة لإعداد الطلاب على اسس جديدة“.
ورأت عميدة كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتورة نهى الغصيني “انه لعقود طويلة، كانت بيروت بتنوعها ورحابتها رئة العالم العربي وبقعة ضوئه، اكتسبت فرادتها كمدينة منتجة للرؤى والافكار والتصورات الحداثية، لتمتد ارتدداتها الثقافية الى خارج حدود الوطن“.
وقالت: “اليوم بيروت، هذه المدينة التي تضرب جذورها في التاريخ لما يزيد عن ثلاثة الاف عام، بيروت الحزينة لا تشبهنا، لا تشبه أبناءها ولا رواد امكنتها. لقد سرقت الاحداث وتداعيات انفجار المرفأ بريقها الوهاج… ولكن هل نستسلم امام انفجار لعين، وقع كضربة قاضية على سكان بيروت والوطن، ولمعالم مدينتنا وتراثها؟“.
وختمت الغصيني: “معرضنا هو عمل جاد، مجبول بحب بيروت والوطن، لا يقف عند محطة ولا يراوح بين جدران الذاكرة، بل يتنقل بين مجموعة افكار ورؤى جمعت مكوناتها مشاريع طلابنا لمعالجة واقع بيروت المشتعب والمعقد عبر الارتكاز على فهم وقراءة التطور التاريخي للنسيج العمراني في بعده الثقافي كمدخل اساسي لعمليات التطوير المستقبلية التي تحافظ على التوازن العمراني والديمغرافي والاجتماعي الموجود، وتحترم هوية الاحياء المتضررة ورمزيتها“.
وقالت عميدة كلية العمارة في جامعة بيروت العربية الدكتورة ابتهال البسطويسي “انها شاركت بمؤتمر اعلان بيروت العمراني لإعادة المناطق المنكوبة جراء 4 آب وذلك بعد سلسلة طويلة من التحضيرات وورش العمل“.
وأوضحت أنها عملت ضمن لجان كليات العمارة “على مواكبة الاعمال التنظيمية لإعلان بيروت العمراني والذي تضمن خمسة محاور“.
وقالت: “نعمل في المختبر الحضري في جامعة بيروت العربية لتحقيق اهدافا ملموسة في التنمية الحضرية للمناطق اللبنانية المختلفة والمنطقة المتضررة. ولذلك فهو محفز لعملية تشاركية بين طلاب الكلية والباحثين وذوي التخصص في مجال التخطيط والتصميم المدني“.
وتناولت رئيسة قسم العمارة والتصميم في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتورة هويدا الحارثي “التقدير لنقابة المهندسين على العمل الدؤوب بجمعنا”، وقالت: “يهتم قسم العمارة والتصميم في الجامعة الاميركية في بيروت بإعادة الاعمار ويسخر عددا من المواد العلمية والابحاث لهذا الغرض“.
وقالت: “عندما حدث انفجار 4 آب 2020 هب التلامذة والاساتذة للمساهمة في اعادة الاعمار للمناطق المتضررة وتم تنظيم عدد من ورش العمل لتقديم مشاريع وافكار حول اعادة الاعمار منها ما يحفز المحافظة على التراث العمراني ومنها ما يحفز على المحافظة على النسيج الاجتماعي من منطلق متكامل لاركان اجتماعي واقتصادي، كما تصدر مختبر المدن في الجامعة الاميركية هذه الجهود وعمل على ندوات ومشاريع عدة للمساهمة في اعادة الاعمار بالتعاون مع جهات مانحة اطراف متعددة ومساهمة UNDP فلنا مشاريع من الكرنتينا لتأهيل الحي العام ومشروع توثيق التراث العمراني مع اليونيسكو DGA نؤمن بدور الجامعات ودور الدولة وفقكم الله وحمى لبنان“.
وتناول المعمار ظافر سليمان من جامعة الروح القدس تجربة قسم العمارة في الجامعة، وتطرق الى عمل الطلاب والخريجين والاساتذة “للمساهمة في مسح الاضرار واعادة ترميم ما امكن لعودة من يستطيع العودة الى البيوت”. وقال: “ها هي مشاريع طلابنا ونتائج ابحاثنا مدرجة في هذا النشاط الى جانب باقي الجامعات اللبنانية“.
أضاف: “بالمقابل وبشكل متوازن وبارادة مباشرة من رئيس الجامعة الاب طلال الهاشم تشكلت لجنة من اساتذة تتمثل فيها كل كليات واقسام الجامعة وعملت على اعداد ملف لتنظيمات خاصة بمدينة بيروت وقد دأبت على الاجتماعات والابحاث والدراسات وكان لنا دور كبير كقسم عمارة بإحياء مشاريع مع طلابنا في الفصل الثاني من العام الماضي، لتصميم مداخل بيروت من الجهتين الجنوبية والشمالية وقد ادرجت جميع النتائج في تقرير خاص يجري اخراجه حاليا سيوضع بتصرف سعادة محافظ مدينة بيروت والسيد رئيس بلديتها“.
ورأى ممثل الجامعة اللبنانية الأميركية وعضو لجنة متابعة اعلان بيروت العمراني الدكتور مارون الدكاش ان “الدمار الذي حصل في 4 آب 2020، جعلنا مرة اخرى نعيد النظر في معنى المدينة بشكل عام والمنطقة المتضررة بشكل خاص، والدور الذي تلعبه العمارة في اعادة بناء صياغة المدينة“.
وقال: “تم ادراج جميع مشاريع طلاب العمارة من سنة خريف 2020 وربيع 2021 لتلبي الاحتياجات الاجتماعية الفورية، كما وان تطرح مشاريع اخرى كانت جزءا من نظرة عامة للمدينة“.
أضاف: “إن الفراغ المدني الذي حدث يندرج من ضمن جميع المجتمعات المدينية التي تتعافى ما بعد الكوارث، اما الصمت المدني لقد خلف شعورا حقيقيا بالقلق والفراغ الوجودي، وان هذا الصمت ادى الى اعادة التفكير في حياتنا اليومية، وبالتالي في جميع طرق حياتنا“.
وشرح أن “المعرض يضم بعض اعمال مشاريع التخرج لتتكلم عن المناطق المدمرة تحت اربع فئات: – اعادة ربط المدينة مع بعضها البعض من ضمن سياق تفعيل نقاط تاريخية كانت تلعب دورا اساسيا في ربط المناطق مع بعضها البعض.
– اعادة النظر بالواجهة البحرية وامتدادها من منطقة الكرنتينا، المرفأ ووسط المدينة بهدف تفعيل الحركة الاقتصادية واعادة النظر بالمرفأ وعلاقته مع المدينة.
– اعادة تفعيل “معالم مدينية” من ضمن مشاريع تهدف لاستدراج الذاكرة الجامعية والفردية للمجتمعات.
– الاحياء: تندرج هذه النقطة الحساسة باعادة النظر بتحركات المجتمعات وعلاقتها وتأثيرها على تطور عمارة المدينة“.
وتناولت المعمارية ليلى جبور من جامعة سيدة اللويزة وعضو لجنة متابعة اعلان بيروت العمراني “المشاريع التي عمل عليها اساتذة وطلاب كلية العمارة في اللويزة“.
وقالت: “نحن من جامعة اللويزة ساهمنا بالعمل على بيان اعلان بيروت العمراني، وفي 5 كانون الاول الماضي تم فيها الاعلان التزامنا به وقدمناه لتلامذتنا واعتمدناه في صفوف العمارة وبحلقات في الجامعة نظريا وتطبيقيا فضلا عن ورش عمل مع جامعات اخرى من لبنان والخارج وعملنا لتعريف حقيقة المجتمع اللبناني والحفاظ على البيئة اللبنانية وكيفية المحافظة على البيئة البيروتية وعلى كل النقاط التي كانت مطروحة وعن الادراج التي هي من طبيعة مدينة بيروت وهي من اساس نوع ارضنا. وسينظم نقاش في 17 كانون مع طلابنا ودعوة الى الخريجين“.
وتحدث المعمار كامل عبود باسم الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة “ألبا” فأعطى لمحة عن تأسيس الاكاديمية قبل أن تصبح كلية في جامعة البلمند سنة 1988.
وتناول التصور المشترك حول كيفية التعامل مع الكارثة التي حلت في 4 آب “كونها قضية انسانية واجتماعية“.
وإذ حدد مساهمة الكلية بالمشروع، ختم: “في نظرنا، حجر الاساس في اعادة البناء يرتكز على عاملين اساسيين: أولاهم مكافحة الفساد والثاني هو اعادة قراءة ونص القوانين وخاصة الحرص على وضع قوانين قابلة للتطور مع المعطيات الجديدة التي تعيشها البلاد“.
وكان مداخلة للمعمار جاد تابت تناول فيها حيثيات ما حصل بعد انفجار 4 آب من تطوع مئات الشباب، وقال: ” كانت المسؤولية كبيرة بالتنسيق مع محافظ بيروت ومدير عام الأثار واسسنا لجان متخصصة وتطوع في لجنة السلامة العامة اكثر من 300 مهندسة ومهندسة لاجراء مسح على نظام الكتروني والخرائط بالتنسيق مع التنظيم المدني“.
وقال: “يجب ان نفكر برؤية، لقد عشنا تجربة سوليدير مع النقيب الراحل عاصم سلام واعترضنا عليها لقد كان عملنا حينها كردة فعل من دون رؤية لانه لم يكن لدينا مشروع بديل، اما اليوم نحن وحدنا نملك الرؤية لأن الدولة مفلسة ولا تملك اي شيء فمسؤوليتنا ان نخرج بمشروع رؤيوي وهو ما يحصل بأفكاركم ونشاطكم وعلمكم“.
أضاف: “لقد تلقف الفرنسيون كدوائر رسمية وكيونيسكو الرؤية التي وضعناها“.
ثم جال الجميع في المعرض الذي خصص له الطبقة الثالثة من بيت بيروت- السوديكو واطلعوا على المشاريع المتطورة والنوعية للجامعات اللبنانية.