أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: وجود الفريق الرياضي السعودي في لبنان مؤشرٌ لرفع الحظر

وصل إلى بيروت فريق نادي الاتحاد السعودي لكرة السلة، وهذه الزيارة هي الأولى لفريق رياضي سعودي منذ سنوات طويلة، في أول مؤشرٍ إلى قرب صدور قرار رفع حظر السفر عن المواطنين السعوديين إلى لبنان، والمتوقع أن يكون قبل منتصف الشهر المقبل.

لا شكّ أن هذه الزيارة للوفد الرياضي ما كانت لتحصل لو لم تأتِ بعد موافقةٍ ملكيةٍ سعودية، وهي تُعدّ مؤشرًا أوليًا وخطوةً في اتجاه رفع حظر السفر المفروض على المواطنين السعوديين إلى لبنان منذ سنوات، بفعل توتراتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ سابقة. وهذا الأمر يعكس تحوّلًا في العلاقات الإقليمية، حيث سجّلت المملكة، من خلال فريقها الرياضي، عودتها اللافتة إلى الساحة اللبنانية من بوابة الرياضة، وتحديدًا من خلال فريق كرة السلة.

هذه الخطوة لم تكن فقط استثمارًا رياضيًا، بل جاءت كإشارةٍ سياسيةٍ تعبّر عن رغبة الرياض في استعادة نفوذها في لبنان، عبر دعم مجالاتٍ تجمع ولا تفرّق.

تاريخيًا، كانت السعودية حاضرةً بقوةٍ في لبنان من خلال السياسة والاقتصاد، لكنها انسحبت تدريجيًا في السنوات الماضية نتيجة التوترات السياسية وتراجع الاستقرار الأمني. واليوم، يبدو أن العودة بدأت تأخذ منحًى جديدًا من خلال تمويل ودعم مشاريع تمسّ حياة الناس مباشرة، وتعيد بناء الجسور بين الشعبين اللبناني والسعودي.

لطالما كانت الرياضة أداةً فعالةً للدبلوماسية الناعمة، واليوم تستخدمها السعودية لتعزيز حضورها في لبنان، بعيدًا عن الخطابات السياسية والصراعات التقليدية. إنها رسالةٌ مفادها أن العلاقات يمكن أن تُبنى أيضًا عبر ملاعب كرة السلة، وليس فقط عبر طاولات السياسة.

نختم لنقول: إن هذه العودة تحمل بُعدًا سياسيًا وإنسانيًا، وتُعيد الأمل في إمكانية التقارب بين الشعوب العربية، من خلال مشاريع تجمعهم على المحبة والتعاون. وقد تكون هذه الخطوة تمهيدًا لعودةٍ أكبر في قطاعاتٍ أخرى، ومن قبل باقي الدول المنضوية في إطار مجلس التعاون الخليجي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى