أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: هّز العصا الرئاسية بوجه الفساد

تُرفع القبعة تقديراً لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على الجولات المفاجئة ومن دون سابق إنذار على ادارات ومؤسسات الدولة على تنوعها، حيث وكما هو معلوم فقد زار امس المديرية العامة لأمن الدولة, ثم وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش، بعد أن كان قد زار في أيام ماضية مديرية تسجيل السيارات”النافعة”، مطلعا على أحوال العمل فيها. وهو أعطى العنوان الأساس لهذه “الكبسات” بقوله: “لقد شبع اللبنانيون ممارسات غير قانونية في الإدارات وارتكابات وفساد ورشاوى”. أي أنه دق جرس الإنذار للمرتكبين والفاسدين والمرتشين بأن يوم الحساب قد حان، وأن السقف السياسي الذي كان يغطي ارتكابتهم قد أزيح من فوق رؤسهم، وفي حال عدم التجاوب فأبواب السجون ستفتح لهم في أي موقع كانوا.
واذا كان من المفيد هز العصا الرئاسية بوجه هولاء المرتكبين، أو الذين تراودهم أنفسهم على ذلك، فإنه من المفيد التذكير بان هناك هيئة وطنية لمحاربة الفساد، وهي هيئة إدارية مستقلة، تتمتع بالشخصية المعنوية وبالاستقلال المالي والإداري ويتمتع أعضاؤها بحصانات واسعة. شكلت بموجب قانون مكافحة الفساد في القطاع العام رقم ١٧٥ تاريخ ٨ أيّار ٢٠٢٠ (قانون إنشاء الهيئة)، وهي تمتد على فترة 5 سنوات، 2020 – 2025. تم صياغة الاستراتجية على عدّة مراحل، وتمت مراجعتها وتنقيحها عدّة مرات وذلك بالإستفادة من آراء وخبرات أكثر من مائة مسؤول وإختصاصي وناشط في المجتمع المدني.
وتحدّد الإستراتيجية مفهوم الفساد وتحلل الواقع اللبناني، وتسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف كبرى وهي: تعزيز الشفافية، وتفعيل المساءلة، ومنع الإفلات من العقاب، وما على العهد الجديد وحكومة الإصلاح إلا تفعيل دور هذه الهيئة وتوسعة صلاحياتها، ومنع أي تدخل بعملها تحت أي ظرف كان، لأنه بذلك تستقيم الأمور، ويصبح اي فاسد أو مرتشي يحسب الف حساب قبل أن يفكر بالقيام بأي عمل شنيع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى