أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: هذه هي أبرز أسباب فقدان الحماسة في انتخابات بيروت

مع كل دورة انتخابية بلدية في لبنان، تتكرر الظاهرة ذاتها في العاصمة بيروت، ضعف المشاركة الشعبية، ولا مبالاة شبه عامة تجاه الحملات الانتخابية، وغياب الحماسة التي يفترض أن ترافق استحقاقًا يهمّ الحياة اليومية للمواطن. فما الأسباب الكامنة وراء هذا العزوف؟ وهل بيروت حالة خاصة أم أنها انعكاس لأزمة أوسع في النظام السياسي اللبناني؟
بيروت، المدينة التي كانت يومًا منارة ثقافية وسياسية في الشرق، تعيش اليوم حالة من الإهمال والتراجع في البنية التحتية والخدمات الأساسية. من أزمة النفايات إلى غياب الحدائق العامة، من الانقطاع المزمن للكهرباء والمياه، الى عدم الأمن والإطمئنان، يشعر المواطن البيروتي أن لا صوت له، وأن قراره الانتخابي، سواء في البلديات أو في غيرها، لن يغيّر شيئًا.
ومن بين أبرز أسباب فقدان الحماسة هو غياب المحاسبة، حيث نادراً أن يُحاسب مجلس بلدي على تقصيره أو فساده، ما يزرع اليأس في نفوس الناخبين، أضف الى ذلك المحاصصة الطائفية والسياسية، فالتوافقات المسبقة بين الأحزاب تجعل من الانتخابات شكليّة في كثير من الأحيان، وتفقدها عنصر التنافس الحقيقي، كما أن هناك انعدام الثقة بالسلطة المحلية، اذ ان التجربة المتراكمة مع المجالس البلدية، خصوصًا في بيروت، لم تفرز أداءً يُذكر، ما يجعل المواطن يتساءل: “لماذا أصوّت؟”، وأهم الأسباب أيضا، فقدان الأمل العام، حيث ان الأزمة الاقتصادية والانفجار الاجتماعي بعد 2019، ثم انفجار مرفأ بيروت في 2020، عززت القناعة لدى كثيرين بأن النظام برمّته غير قابل للإصلاح.
اللامبالاة الانتخابية في بيروت ليست فقط نتاج قرف من الطبقة السياسية، بل تعبير عميق عن أزمة ثقة وأمل. ولإعادة الحماسة إلى صناديق الاقتراع، لا يكفي تغيير الوجوه، بل لا بد من تغيير آليات العمل، وضمان الشفافية، وإعطاء البلديات صلاحيات حقيقية، وتفعيل المحاسبة. بيروت تستحق أكثر من مجلس بلدي صوري، وتستحق أن يؤمن أهلها بأن صوتهم له قيمة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى